مقالات و آراء

الجهل المقدس — السفاهة —

بقلم ذ، شني عبد الصمد

“… ما رأيت مضطرب الأخلاق والرأي والفكر، كما في السفيه، يرميك بشيء ليس فيك، يجهل قلة سعيه، وانعدام الفضيلة والحلم فيه، لكنه مثل الثوب السفيه رديء النسج، دعه يخوض في سفهه فإنك أقوى منه ولو انطبقت السماء على الأرض، لأنه لا يبالي بما كان وما هو كائن وسيكون، لذلك فالرد عليه هو تأكيد على صحة رأيه فيك؛

ما انفك السفيه ذو الطيش، والخفة، والجهل ورداءة الخلق، يريد منك ردا لكي تنضج سفاهته، وكلما كثرت سماحتك كان كالرعديد يرتجف من شدة حلمك، لأنه باختصار شديد مثل كأس فارغ إن قرعته أثار صوتا مشمئزا، قد يؤذي أذنك لكنه لا يحرك من عزيمتك واستمرارك في شيء؛

يقول أبو الأسود الدؤلي: “… وإذا جريتَ مع السفيه كما جرى
فكلاكما في جريه مذمومُ
وإذا عتبتَ على السفيه ولُمْتَهُ
في مثل ما يأتي فأنتَ ظلومُ …”

عَيَّ السفيه بقدرك ثم عجز عنه ولم يطق إحكامه، لأنه يتجاهله رغم علمه المسبق به، لتحجر فكره وتجمده الذي لم يتطور مع التقدم؛
السفيه كالطين يتفتت بسرعة كما تتفتت كسرة الخبر، ليته يدري استحجاره لك؛
يقال:

ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة ….. ألا يرى نورها من ليس ذا بصر
وما يضر البحر أمسى زاخرا ….. أن رمى فيه غلام بحجر؛

إذا كان القانون يحجر على السفيه الذي يبذر ويسرف أمواله فيما يعده العقلاء عبثا، ترى متى يحجر على سفيه الفكر والرأي والأخلاق؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock