الشاعر عبد الله الكرني يبدع في قصيدته بَيْرُوتُ والْبَعْثُ
اكْتُبِي وَفَاةَ هَذَا الْمَشْرِقٍ
الْمُتَمَادِي
اكْتُبِيهَا بِحُرُوفٍ مِنْ دَمِي
بَدَلَ الْمِدَادِ
تَفَرَّدِي
دُونَ الْمَدَائِنِ
بالتَّحّدِّي
وَبِالْعِنَادِ
يَا غُرَّةً بَيْضَاءَ
رُسِمَتْ عَلَى جَبِينِ
جَوَادِ
كُمَيْتٍ
شَدِيدِ
السَّوَادِ
انْتَشِلِي الْأَيَامَ
والشَّامَ
مِنَ الرَّمَادِ
وَاصْعَدِي
وَحَاذِي
الشُّعَاعَ الْمُتَلَأْلِئَ
الْهَادِي
واتَّخِذِي الْأُفُقَ
مَعْبَدًا أَدِيمُهُ
مِنَ الشُّهُبِ
الْمُضِيئَةِ
الْأَوْتَادِ
أَيَا عَرُوسًا
تَجَنَّبَتْكِ
الْعَوَادِي
يَا قَمَرًا
ذَا الضِّيَاءِ الْخَافِتِ
الْبَادِي
يَا مَرْيَمَ الشَّرْقِ
ذَاتَ الْمُهَنَّدِ
وَالزِّنَادِ
مَنْ ذَا الَّذِي
عَمَّمَّ هَامتَكِ
بِالضِّيَاءِ
الْمُتَبَاعِدِ
الْمُتَهَادِي
وَمَنْ ذَا الَّذِي
جَعَلَ اللَّيْلَ
يُخَلِّلُ عَيْنَيْكَ
بالسَّوَادِ
مَا أَرْوَعَ
الْغَزَالَ الْغَجَرِيَةَ حِينَ تَعْدُو
بَيْنَ الرَّافِدِ
وَبَيْنَ الْوَادِي
مَنْ ذَا الَّذِي
رَسَمَ لَوْحَةً رَائِعَةَ
الْأَبْعَادِ
تَتَرَاقَصُ فِيهَا الْأَلْوَانُ
والْأَدْيَانُ
والْأَزْمَانُ
وَالشَّذَى
والنَّدَى
وَأَرِيجُ
الْبَوَادِي
وَالسِّحْرُ
والْبَحْرُ
وَالأُرْزُ
وَفَيْرُوزُ
ذَاكَ الْمَلَكُ
الشَّادِي
يَا إِرَمَ ذَاتَ
الْعِمَادِ
تَمَلَّيْ
بِالْمُلْكِ
وَبِالْأَعْيَادِ
وَانْعَمِي
بِأَيْكِ
النَّوَادِي
غَدَاةَ يَتَخَلَّلُ
اللَّيْلُ
فِي عَيْنَيْكِ
بِالسَّوادِ
عَمِّمِي هَامَتَكِ
بِمَوْجِ الْبَحْرِ الْهَائِجِ
الْهَادِي
ثُمَّ انْبَعِثِي مِنَ
الرَّمَادِ
بِقُوَةِ الزِّلْزَالِ الْعَنِيفِ
الْإِرْتِدَادِ
إِمضاء:
عبد الله الكرني.