مقالات و آراء

التبوريدة بين فروسية الامس و فرجة اليوم

مراكش هنا 24

اعداد الكاتبة/سعاد ثقيف

التبوريدة فن فرجوي، فلكلوري، عبارة عن عروض فروسية، تصاحبها مجموعة من الصيحات مرتبطة بمواقف بطولية، و باساطير تاريخية، يشوبها الغموض، وحركات مليئة بالرموز والدلالات الثراتية. من الناحية اللغوية اشتق اسم التبوريدة، من اسم البارود، الذي تطلقه البنادق.
وراء التبوريدة فكرة تخويف وارباك العدو. هذا التكتيك ليس وليد اليوم بل قديم قدم الحرب نفسها. تقوم الجيوش بارسال رسائل صوتية قوية، لافزاع العدو ثم يقومون باستعراض معارك ، كانها حقيقية. مستعملين الخيول، و البنادق بالدخيرة الحية.بالمفهوم الحالي التبوريدة يقابلها مصطلح المناورة الحربية.
تنظم غالبا احتفالات التبوريدة في المناطق القروية المغربية، تحيي فيها القبائل الذاكرة الشعبية لعهود خلت وفقا لتقاليد وعادات معينة،و تراثية عميقة، تتوارث الأجيال العناية به.
في الاونة الاخيرة شهد المغرب حراك جمعوي ثقافي ممحور حول التبوريدة ، السبب في ذلك هو خوف الكثير من المهتمين بثقافة تاريخ الاجداد والثراث الرمزي للمغرب من تلاشي الاهتمام بهذا الفن، خاصة ان من يعلم تفاصيل طقوسه اناس بسطاء.
لم يخطر ببال هؤلاء المثقفون، ان التبوريدة، مصدر الهام لكثير من الفنانين المغاربة. وموضوعا خصبا تناولته عدة ريشات، على لوحات توجوا التبوريدة بتاج الخلود.
اصبحت النماذج الإبداعية المرتبطة بالفروسية متنوعة بتنوع الطقوس التي ترافق التبوريدة من ايقاعات موسيقية، واهازيج، حاول من خلالها الفنانين، ترجمت ايقاع الحركة الى ألوان وظلال. تحكي التاريخ بكوكتيل بصري جمع الايقاع والحركة باللون.
اختلف الفنانون عاشقوا الفرس في معالجة نصوص التبوريدة واتفقوا على منحها وسام الذاكرة الجماعية المغربية للثرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock