مقالات و آراء

ممتهن السياسة يترأس جماعة يوجد مقرها في جزيرة الوقواق

بقلم : ذ.جمال الرداحي

يستقر في العاصمة الرباط في فيلا فخمة، حيث يحيى هناك حياة الترف والبدخ ويتمرغ في نعيم ممتلكات الدولة من سيارات من طراز عالي ببونات بنزين مدفوعة وتعويضات ووو وكل ذلك من جيوب دافعي الضرائب،
لا يحضر إلى الجماعة إلا عندما يتعلق الأمر بالمصادقة على صرف الميزانية، الجماعة التي يترأسها تفتقد لأبسط الأشياء، أعضاؤها أكثر من عدد أعمدة الكهرباء الموجودة في شوارعها، جماعة ليس لها مدخل ولا مخرج، جماعة تاريخها قرابة 60 سنة لكن معالمها تدل على إنتمائها للقرون الوسطى، السياسي المحترم لم يظهر له أثر رغم ما تعانيه الدواوير والمداشير التابعة لجماعته في ظل الفيضانات وما نتج عنها من خسائر، لكنه بحول الله سيظهر خلال الحملات الإنتخابية وسيزور الناس ويحس بهم وبهمومهم،
البرلماني المغربي صوت ضد قانون الضريبة على الثروة وضد الزيادة في ميزانية التعليم والصحة، ووافق على استرجاع الباطرونا لمساهمتهم في صندوق كورونا، وصوت على كل القوانين التي تخنق الضعفاء وتزيد من ريع العلية، ورغم كل هذا وبدون استحياء ستجده يقرع الأبواب خلال فترة الإنتخابات وهو يوزع الإبتسامة الماكرة يمينا ويسارا ويقول للفقراء أنا هنا من أجل خدمتكم.
فعلا أنت هنا من أجل خدمتهم لكن ما تعني كلمة الخدمة بالدارجة المغربية…
ممتهن السياسة الذي كان يدافع عن الحزب الذي ترشح باسمه خلال الانتخابات السابقة ويقول حزبنا حزبنا، هذا الشخص ستجده في الانتخابات القادمة يدافع عن حزب أخر في إطار الميراكتو السياسي وستجده يتجدر باسم ذلك الحزب ويردد حزبنا حزبنا، من هنا لابد من إدراك أن السياسي وجهو قاصح ومعندو علاش يحشم.
الفاعل السياسي تخلى عن دوره وهو تأطير المواطنين وتوعيتهم، وهذا هو الهدف الذي نشأ من أجله الحزب، لكن مع تجدر الوصولية الإنتهازية تخلت الأحزاب عن دورها وأصبحت تحرك ممتهن السياسة المصالح الشخصية الضيقة، بعيدا عن الشعارات التي ترفع.
في مرحلة تاريخية كانت لكلمة نخبة سياسية مدلولها، وكانت تعبر عن فئة لها رمزية كبيرة جدا، فئة نخبوية حاملة لمشروع مجتمعي، منطلقة من إيديولوجية وفكر معين، مستعدة للتضحية من أجل القضية التي تؤمن بها، أما الأن فالسياسة فتحت دراعها لأشخاص بينهم وبين السياسة سنوات ضوئية، هؤلاء الأشخاص محاطين بمجموعة من الحياحة “بلغتة الصيد”، دورهم هو تلميع صورتهم والدفاع عنهم وتبرير زلاتهم.
ملحوظة: كل تشابه بينه وبين ما يوجد في هذا المقال هو من محض الصدفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock