مقالات و آراء

رسالة أخيرة للحاج الكذاب : لقد حان الوقت لترحل بعيدا عن حينا

علي اليوسفي

ونحن على أبواب الانتخابات العامة المقبلة في شهر شتنبر 2021، تفاجأت بهاتفي يرن بظهور رقم جديد، ضغطت على زر الإجابة لأعرف من المتصل!.

أنا: ألو السلام عليكم.

المتصل: أهلا السي ياسين، كيف حالك؟ كولشي بخير؟ لاباس عليك؟ العائلة بيخير؟ الوالد، الوالدة؟ أمدرا الوالدة كيف بقات مسكينة؟

أنا: كولشي بيخير الحمد لله، والوالدة انتقلت إلى رحمة الله منذ سنوات خلت، ولكن شكون معايا؟

المتصل: معك “الحاج السيستاني الكذاب”، واه معرفتنيش! راه جيرانكم وساكنة الحي كيعرفوني مزياااااان.

أنا: صراحة أ الشريف ما عرفتك، ياك لباس، كاين شي ما نقضيو؟

المتصل: ألا والو باس غي الخير، غي تفكرناكم وبغيناكم توقفو معانا وتعاونونا راه حنا معولين عليكم، وسول عليا الناس، راني إنسان نزيه ومعقول وباغي نخدم المصالح العامة ديال السكان، و إلى كاينا شي حاجة راحنا هنا رهن إشارتكم؛ قولي فينك نتا دابا؟ راني بغيت نجي نصلي معكم المغرب فالمسجد ديال الحي ديالكم نسأل الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم حسن الصلاة.

أنا: أودي راني فالحي ديالنا، ولكن مابقيتش كنصلي، وغير سمح ليا راه ما عنديش مع هاد الشي.

المتصل: شوف أ ولد “السي احمد”، المهم مانصدعوكش أكثر من هكا، غير يوم الاقتراع ماتنسانيش، راه إلى كان المشكيل فالطاكسي راه حنا نتكلفو نخلصولك الآلي والروتور، غي تهنا وشوف فوجهنا الله يرحم الوالدة.

أنا: إوا يكون الخير إن شاء الله تعالى.

المتصل: إوا نتشاوفو و ماتنساش تسلم على الوالد وخوتك وتقول ليهم باش حتى هوما يساندونا.

أنا: مبلغ، مع السلامة.

بعد هاته المكالمة إرتأيت أن أسأل صديقا لي عارف بخبايا السياسة المحلية بحينا عن المسمى “الحاج السيستاني الكذاب”؛ فأجابني قائلا: واه يا صديقي واش ماعرفتيهش، هذاك راه نائب عندنا أكثر من خمس سنوات، وراه السمعة ديالو سابقاه راه هو للي محكوم ابتدائيا واسثئنافيا بثلاث سنوات حبسا في جناية رشوة والمساهمة في تبديد أموال عمومية وجنحة الاتفاق على أعمال مخالفة للقانون في إطار اجتماع أفراد يتولون قدرا من السلطة العامة.

فقلت له: إذن بأي وجه اتصل بي وربما اتصل قبلي بعدد من ساكنة حينا؟

فأجاب ساخرا: هذاك راه خطير كيدخلك بالدين وبالخير وبأنه غير مظلوم فالقضية للي تحاكم فيها، وكيختم اللقاء معك بواحد القبلة على رأسك، يا وهانتا نعماسيدي صوتي عليه.

ختاما، ما لا يعرفه “الحاج السيستاني الكذاب” هو أنني قد أدليت بصوتي مرة واحدة في حياتي وذلك لما أعطاني شيخ الحومة لأول مرة بطاقة الناخب التي تشبه كثيرة بطاقة الشرفاء، ورغم قناعتي بأن التصويت حق شخصي وحرية تامة لكل فرد في إختيار ”المنتخب” المناسب، لكنني لحد الآن لم أجد ذلك المنتخب الذي عسى أن يبرد -الغدايد- و يملك عصي سحرية تمكن من الدفع بحينا ومرافقه إلى الأمام؛ فكيف لي أن أصوت و مايزال مثلك من العينات الفاسدة تتقدم لخوض غمار الانتخابات؟، كيف لي أن أصوات ومنطقتي ترشح فيها متابعان بجناية تبديد أموال عمومية موضوعة تحت يدهما بمقتضى وظيفتهما عبر صفقات مشبوهة خلال تنظيم مؤتمر المناخ كوب22 بلغت قيمتها 28 مليار سنتيم وجنحة استعمال صفة نظمت السلطات العمومية شروط اكتسابها دون استيفاء الشروط اللازمة لحملها.

“الحاج السيستاني الكذاب” أرفض فكرة التصويت ما دام هناك -رباعة- تنتظرني في باب مركز التصويت و قبل أن أمنح بطاقة التعريف الوطنية للمكلف يقول لي أحدهم هامسا: راك معانا الله يحفظك، وحين أدخل داخل الستار الأسود أسمع من بعيد أصوات ممزوجة بالتوسل تناديني: الميزان، الحمامة، الوردة، القنديل و ما بقي سوى -الصاك- للمترشحة “الداودية”.

طبعي “الحاج السيستاني الكذاب” أنني أحلم أن أكون إستقلاليا واتحاديا منسجما مع الأحرار بين الأصالة و المعاصرة في بلد ينعم بالعدالة و التنمية يعيش على إيقاع عهد جديد و ديمقراطي، لذلك أقول لك ولأمثالك بأنني استثناءا هذه السنة سوف أدلي بصوتي في الانتخابات العامة المقبلة وأمارس حقي الدستوري، سآخذ ورقتي التصويت وأرسم عليهما علامة X حتى أخرج عن الإطار وأضعهما داخل الظرف وبعدها داخل صندوق التصويت، و لما أخرج سأسلم على الجميع و أبارك لكم النجاح و الفوز وسأكون من المدعوين للعشاء هاتفا بشعار: لا طاجين لا برقوق كولشي فالصندوق.

أعلم أنك -عقتي بيا- بأن التصويت بهذا الشكل ملغى، أعرف أنك سياسي و-حاضي جنابك-، لكنني أفعل ما فعلتم في الماضي حتى جعلتم كل حقوقي ملغاة، فقد آن الأوان أن تعيدوا -الشكارة- و ما فيها، و أن ترحلوا بعيدا و إذا كان هناك مشكل ف-الطاكسي- فسوف أتكلف بذلك، وجازاكم الله خيرا.

ملحوظة : أي تشابه في الشخصيات فهو مقصود وليس مجرد صدفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock