وتتوالى الانتصارات أمام هزائم الأعداء

لا غرابة أن إقدام دولة السيراليون بفتح سفارة لها في الرباط ، وقنصلية عامة في الصحراء المغربية ، وبمدينة الداخلة تحديدا ، و الذي أعتبره شخصيا انتصار ديبلوماسي ، هو بمتابة ترجمة للسياسة الخارجية المغربية كما أطرها صاحب الجلالة نصره الله ، على اعتبار تعاون جنوب جنوب لا يكون إلا من الجنوب. ويمكن الجزم أن أول افتتاح لقنصلية لدولة الكوت الديفوار التي تربطها علاقات تاريخية عريقة مع المغرب، وقرار افتتاحها لقنصليتها ليس مسألة استثنائية أو فجائية ونفس الشيئ نؤكده بالنسبة للدول التي فتحت قنصلياتها والتي أكدت إعترافها بريادة المغرب على المستوى القاري والدولي ، بل هو نتيجة التراكمات والانتصارات التي حققها المغرب في القارة الإفريقية، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والديني والأمني لتدشن الصحراء وانطلاقا من قطبيها الاقتصادي و الاداري مدينتي الداخلة والعيون مسسلسل توالي فتح الفنصليات .
بمقابل انتصارات المغرب الديبلوماسية وإجماع المنتظم الدولي على مغربية الصحراء و في خضم هذه الانتصارات، قابلتها انتكاسات أعداء الوحدة الترابية للمملكة ، وهنا يعود قصد الخطاب الى الجزائر التي جهل جهل حكامها العسكر على ماحققه المغرب من تفوق وتميزه دولي ،لتدفعهم غيرتهم وحقدهم الدفين الى قطع علاقاتهم مع المغرب ، خطوة استغربت لها المملكة الشريفة قبل اصدار بلاغها الحكيم كرد على هذا الفعل الذي انكر وجحد يد الخير التي كانت ممدودة دائما للجارة الشرقية ولا غرابة أن ينقلب السحر على الساحر ويموت الماكر بغله فبمقابل قرار فتح دولة السيراليون لتجديد اعترافها بمغربية الصحراء وفتح سفارة لها بالرباط وقنصلية لها بالداخلة ، الجمهورية الديمقراطية الفدرالية الإثيوبية تصدر قرارها بإغلاق سفارتها بالجزائر ابتداء من يومه الثلاتاء 31 غشت الجاري، وذلك بصفة نهائية، قرار الجمهورية الإثيوبية إغلاق سفارتها في هذا البلد كان صادرا بناء على قناعة وزارة خارجيتها معتبرة انه لا فائدة أصلا من وجود سفارة لها في الجزائر، تصرف أموالا كبيرة على كراء مقرها دون فائدة ، أمر يعكس تدني مستوى التعاون الديبلوماسي الجزائري على المستوى الأقليمي وشبه غيابه وضعف فعاليته على الصعيد العالمي .

ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.