مقالات و آراء

خاطرة الكتابة.

بقلم : غزلان زريوح
الكتابة هي ذالك الحضن الدافئ الذي لم يخبرك عنه أحد، هي ذلك الحضن الذي ينتشلك من احزانك وألامك ، وفي الوقت ذاته هي ذلك الحضن الذي يشاركك افراحك ومسراتك ، هي ذلك الحضن العزيز الذي ما إن تراميت بين طياته شعرت وكأنه يصعب عليك أن تجد في هذا الكون حضن يحتويك مثله، وبالكاد قد يكون في هذه الحياة أشخاص يحتضنونك حين تحتاج إليهم كي يشعروك بكونهم بجانبك، يشعروك بمعنى الحب تجاهك ويعبرون من خلاله عن اشتياقهم لك ، لكن ذلك الحضن الذي أتحدث عنه هو حضن دائما تجده في اكثر الأوقات احتياجا للبوح ، الكتابة هي كل مايصعب على قلبك الإفصاح عن كل مايحمله بداخله من شعور يشتت السكينة فتجد إن الكتابة هي المأمن الوحيد للبوح ، فالكتابة ليست مجرد حبر ينفد على ورق وليست حروفا تكتب بلا هدف ولا سبب . بل هي روحك على هيئة كلمات مطوية بين ثنايا الورق، هي بمتابة صديقك الذي لا يمل منك وتخجل منه، صديق تحكي له عن كل مايدور في عقلك ، فالكتابة تبوح وتسرد عن كل مايحيرك كل ماتريد البوح به والتعبير عنه ،عن كل الزخم المتراكم بذاخلك الذي بحاجة شديدة لشيئ يريحه ويهدئه ويجعله ساكنا مطمئنا، تحكي عن ضعفك الذي ربما يستغله البعض ، عن ألامك وشغفك وحبك وشوقك عن قصص جميلة مليئة بإكسير السعادة
قصص تحتاج حقا لمن يحفظها كي تظل ذكرى دائمة تلجأ إليها عن لحظات بؤسك ولحضات ضعفك

هذه هي الكتابة لا يحتاج منك الأمر سوى قلما وورقة تتخيلها مرآة لك ترى نفسك من خلالها ، ترى الكلمات التي يصعب على لسانك النطق بها ترى الحروف التائهة والمشاعر المتراكمة التي بحاجة ملحة للإفصاح عنها ، فعندما تحزن وتتالم اجعل من ورقة صديق لك ويالها من صديق يشعرك بكل الطمأنينة

الكتابة يا أعزائي بحر واسع من العطاء والحب ، حضن يتسع كل مشاعرك ، حضن يحميك من قبح هذا العالم ويأخدك إلى عالم لك وحدك لتعيش بداخله كل لحظاتك

فشكرا لذاك الحضن الذي لم يكن بإستطاعتنا يوما أن نعبر عن الامتنان له إلا بداخل دفنه واتساعه بين كلماته وحروفه هذه هي الكتابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock