ذاكرة الاعلامي الاستاذ محمد دادسي .

يعتبر الاستاذ محمد دادسي الرئيس المؤسس لنادي الجهة الجنوبية للصحافة ،النادي الذي ابرز دور الاعلام المحلي في تحريك التنمية المحلية و الجهوية،كما ساهم من هذا المنطلق في تشجيع الثقافة و الفن الامازيغيين و ذلك بإحداث مسابقة “اوسكار” الرباب الفضي في التسعينات و كان الاوسكار الاول من نصيب الفنانة فاطمة تابعمرانت ،اما اسكار النسخة الثانية فكان من نصيب الفنان الراحل الرايس احمد امنتاك،كما ساهم هذا النادي في اعداد عدة تكريمات اعلامية و فنية ابرزها تكريم الاعلامي احمد الريفي المدير السابق للاذاعة الجهوية لاكادير و الفنان الراحل الزجال المغربي احمد الطيب لعلج و الفنان الراحل عبدالوهاب اكومي؛ كما شهدت رحاب قاعة الشيخ ماء العينين بتيزنيت تكريمات اشرف عليها نادي الجهة الجنوبية للصحافة و دلك بدعم من عمالة الاقليم و المجالس المنتخبة اضافة الى بعض الفعاليات الاقتصادية بالمدينة و ابرز هذه التكريمات تكريم الفنان الساخر ابن الاقليم الحسين بنياز “باز” و الفنان الراحل ايقونة الاغنية الامازيغية عموري مبارك كما ساهم النادي في تكريم الاعلامي المتميز الراحل خالد مشبال مدير اذاعة طنجة و زوجته امينة السوسي ابنة واحة ايت منصور بجماعة افلا اغير بتافراوت..هذه ابرز انجازات نادي الصحافة الذي كان يراسه الاستاذ محمد دادسي.
و لم يقتصر العمل الاعلامي للاستاذ دادسي في تحرير مراسلات للمؤسسات الاعلامية التي اشتغل معها بل ساهم في انتاج برامج اذاعية خاصة لاذاعة اكادير الجهوية؛ و كانت المراسلات ترسل عبر طريقة hors sac و هي مراسلات في اغلفة مختومة بتلك العبارة ،تحملها حافلات ستيام الى وجهتها بالمجان و ذلك في اطار دعم هذه الشركة للصحافة،اما المراسلات الصوتية فتتم عبر الهاتف الثابت من منزل الاستاذ دادسي بتيزنيت و هناك يستقبل ضيوفه و يحاورهم على المباشر فيما يمكن اعتباره نقطة خارجية لاذاعات طنجة و اكادير او الرباط..
من انجح البرامج الاذاعية التي انجزها الاستاذ محمد دادسي و التي خلفت صدى طيبا و اشعاعا كبيرا لدي المستمعين ، برنامج انجزه لاذاعة طنجة تحت اشراف الاعلامي المتميز عبداللطيف بن يحيى ،و استضاف فيه الفقيه والعالم الفلكي سيدي المكي البوجرفاوي و تلميذه محمد تويمر رحمة الله عليهما و ذلك للحديث عن علم التوقيت (منزلة الشمس و القمر و ابراجهما و رؤية الهلال..) و اتسمت اجابات المرحوم الفقيه البوجرفاوي بالجرأة و الشجاعة في التأكيد على ان علم التوقيت في المغرب هو الدقيق و المضبوط و ان تحديد رؤية الهلال و يوم الوقوف بعرفة ادق عند المغاربة ،و قد خلفت اجاباته في هذا المجال متابعة واسعة من قبل مستمعي اذاعة طنجة و استقبلت الاذاعة تلك الليلة سيلا من الاسئلة و الاستفسارات اجاب عليها الضيف بدقة وشجاعة و هو ما احرج بعض الجهات ، و قد استمر النقاش الى حدود الثالثة فجرا ؛ و قد اشترط المرحوم البوجرفاوي للمشاركة في البرنامج إعادته الى الزاوية قبل الفجر ،و هو ما تم بالفعل حيث نقل على وجه السرعة الى اكلو للحاق بصلاة الفجر..
من الطرائف التي يتذكرها الاستاذ محمد دادسي عن مساره الاعلامي الطويل، انها خلال تغطيته لفعاليات موسم كردوس الديني والثقافي و كان ذلك بحضور وزير الدولة الراحل مولاي احمد العلوي،و اثناء رحلة العودة مع مصور /حامل كاميرا اذاعة اكادير الجهوية على متن سيارة مهترئة من نوع R4 يقودها سائق متوتر و متضايق ،تعطلت السيارة في منتصف الطريق، مما جعل الطاقم الصحفي في حرج واضح خاصة و ان الوزير حريص على ان يتم بث التغطية في اخبار المساء في نفس اليوم ، امام هذا الطارئ نصح دادسي مصور الاذاعة و التلفزة بإظهار الكاميرا و الوقوف على جانب الطريق في انتظار مرور السيارة الرسمية التي تقل الوزير لان دادسي يدرك تماما بان مولاي احمد العلوي حريص على وصول التغطية و بثها في نفس الليلة و بالفعل مرت سيارات اغلب ا عضاء الوفد و توقف الوزير بعد رؤيته للكاميرا و امرهم بركوب سيارته الخاصة بينما ركب هو مع السيد العامل ،هكذا تم انقاد الموقف و تمكن مبعوث الاذاعة والتلفزة من انجاز التغطية و اذاعتها في النشرة الاخبارية المسائية لنفس اليوم…
تلكم هي ابرز المحطات الاعلامية للاعلامي المتميز الاستاذ محمد دادسي ،مسار اعلامي ممتد و طويل استمر لازيد من 35 سنة ، في خدمة الخبر المحلي و الجهوي و في شتى المجالات ؛ و بفضل جهوده و تضحياته و مواكبته لكل الانشطة و الفعاليات ظل اسم تيزنيت يتردد عبر الاثير في الاذاعة الوطنية و الاذاعات الجهوية..
تحية من هذا المنبر لهذا الرمز الاعلامي المتميز و الذي عمل بكل جهد و تفان للتعريف بتيزنيت ،بثقافتها و فنونها و رموزها ؛ تحية تقدير و احترام على مساهمته الفعالة في ارساء دعائم اعلام محلي و جهوي منتج و فعال..

بقلم : حسن إدحجي.