تونس : الامة تُشَخِّص أمراض الدولة
بقلم: سمير الضويوي
لعل بن خلدون قبل 7 قرون كان أكثر دقة في تشخيصه لما آل إليه الوضع العام في تونس حين تحدث عن دور الدولة في تأمين الأمن والغداء للأمة وتجميع (العصبيات) في هوية واحدة فإذا انتفت هذه الشروط فالدولة آيلة للسقوط خصوصا إذا كان رأس الدولة يستبد في استصدار القرارات..فالكل يجمع أن الحالة الاقتصادية والمالية والاجتماعية متردية للغاية قد تقود الدولة نحو الإفلاس في ضل الفراغ السياسي، القضائي من جهة والعزلة الدولية مع فشل كل المفاوضات لإخراج البلاد من حالة الركود والشلل مع ندرة او انعدام المواد الغذائية الأساسية وشح الطاقة..قال الدكتور منصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق معلقا ( سيتواصل تفاقم الأزمة الاقتصادية….) لأن (تونس متجهة نحو الإفلاس) …لنبدأ تشخيص الوضع برئيس الدلة ونعيد سؤال يردده كل التوانسة: هل قيس سعيد فعلا في حالة نفسية سيئة ؟؟ يجيب محمد عبو السياسي والوزير السابق (إن الحالة النفسية لقيس سعيد لا تسمح له بمواصلة تولي السلطة ) متحملا المسؤولية كاملة (بنشر تقرير بذلك) ..فلقد عَجَّتْ في الآونة الأخيرة مواقع التواصل الإجتماعي وصالونات النخب السياسية والاعلامية التونسية بتعاليق تترجم في غالبها قلق التونسيين على مستقبل بلادهم من تصرفات رئيسهم بطرق تفسر انعدام توازنه النفسي وربما العقلي ايضا، فالرجل غير مستعد لسماع غير صوته والذي يريد أن يتردد صداه دون اعتراض بكل البلاد حتى ولو بالقوة ضدا على مصالح الأمة، وكان تسريب لناديا عكاشة مديرة الديوان الرئاسي التونسي قد هز الرأي العام بشكل مرعب شهر يوليوز الماضي حين توسعت في وصف حالة الرئيس التونسي واصفة بأنه( يعاني على المستوى الشخصي والنفسي بشكل كبير جدا) معلنة ان(نهاية سعيد ستكون وخيمة جدا لانه مريض ولا يريد أن يعترف بمرضه ويصر على ذلك) وتقاس مصداقية هكذا تصريح كون صاحبتها تعد علبة أسرار الرئيس بل هي حسب الكثير من المراقبين من هندست لتفاصيل انقلاب 25 يوليوز…فشخصية قيس سعيد فوق كل هذا تبدو عصية الفهم فبملاحظة بسيطة يُنَضِّرُ من خلال المرجعية الإسلامية التقليدية ولم يتردد لحظة محاصرة و قصف الاسلاميين..ثوريا ومناضلا من أجل الحقوق العامة في التعبير وديمقراطي في دعواته لتطبيق الدستور بقدر ما هو مستعد بالرأي ديكتاتوري في اتخاذ القرارات .. على الرغم أن الكل يشهد له بنظافة اليد من أي شبهة فساد إلا أنه سياسيا ضعيف جدا حد الغباء بتعبير صحفي تونسي الشئ الذي يعرضه للإدانة في كل خطواته..فالمحصلة أن تونس دخلت منعطفا قاتلا دون مبالغة .