الطلاق بالمغرب … تسونامي يعصف بالأسرة والمجتمع
بقلم : سمير الضويوي
مفزعة حد الرعب هي الأرقام الرسمية حول ظاهرة الطلاق. تُسائل كل المتدخلين الحكوميين،المجتمع المدني،و ذوي الاختصاص…،عن الأسباب الحقيقية لانهيار المنضومة الأسرية وإفراغ مؤسسة الزواج من قدسيتها، فتلاثة مائة ألف (300 000) حالة مُحصاة تعني من 3 إلى 4 حالة طلاق قبل إن يرتد إليك طرفك !! أو من 10 إلى 11 حالة في الساعة، بمعنى آخر أن جحافل من المطلقات يلتحقن بالسابقات لعالم الدعارة، أَضِفْ نسبة العنوسة والعازفين عن الزواج فلربما نصل إلى أرقام فلكية كافية لانهيار المجتمع برمته، وتحويل الهرم السكاني رأسا على عقب علما ان هذه الأرقام غير ثابتة فهي ماضية في الارتفاع، والحل حسب الاعتقاد لا يستوجب حوارا وطنيا شاملا لإصلاح منضومة العدالة الخاصة بقوانين الأسرة فقط بل تدبير الاشكالات الاجتماعية، النفسية، والاقتصادية التي تؤدي إلى هكذا ظاهرة ، فتأثيرها على أطفال الطلاق كارثية بكل القياسات، كما تؤدي أيضا إلى فقدان توازن استقرار الأسر داخل المحيط المجتمعي. و بتفكيك أرقام الطلاق فإن الإتفاقي منه شكل النسبة الأعلى بعده الشقاق، وتتنوع الأسباب بين الإساءة، الإهمال، و والوضع الاقتصادي خصوصا المرتبطة بالحجر الصحي.
بعظ الإكادميين يشخصون الظاهرة كنتيجة انهيار الكثير من القيم الأخلاقية والأسرية التي تربط بين أفراد العائلة، بفعل التغييرات التي مست نظام الحياة داخل التجمعات الحضرية، بينما خَلٌصَ باحثون في علم النفس الإجتماعي بان الاهتزاز في العلاقة الزوجية يغديه عدم المعرفة بقدسية مؤسسة الزواج، والجهل في كيفية تأسيس الأسرة مع ما يلزم من تحفض وعدم إشراك الغير في الحياة الخاصة كيفما كانت صلة قرابته ، غير إن دراسات أخرى طرحها جمعويون تشير بأصابع الاتهام إلى سوء تنزيل مضامين مدونة الاسرة والإفراط في الاجتهاد في بعض فقراتها، الشيء الذي سَهِّلَ عملية الطلاق كوسيلة للتهرب من المسؤوليات الأسرية، إضافة لانفتاح العلاقات الخارجية للزوجة بحكم عملها خارج البيت أو امتلاكها لوسائل التواصل الإجتماعي حيث تنوعها خارج مؤسسة الزواج بين زملاء العمل وأصدقاء جدد تقارن بهم تدبيرها اليومي مما يشكل ثقافة مختلفة قد تقودها للطلاق بإرادتها؛ لأن المرأة تزعم -إن كان لها أبناء- ستحصل على مدخول شهري (النفقة) ومنحة نهاية رابطة الزواج (المتعة). على أي حال فالكل مدعو لفتح اوراش حقيقية لوقف هذا النزيف الحاد للاسرة المغربية لانه يهم استمرار أمة لها تاريخ وفاعلة في الحاضر .