كأس العالم بقطر وأُحجية القافلة
بقلم : سمير الضويوي
ربما لم يستوعب البعض هذه المساحة الشاسعة من الخيال والابتكار لدولة بحجم قطر باستضافتها وادارتها لكأس العالم 2022، بشكل اسطوري، جعلت جدارة التنظيم للحدث تمليه الكفاءة والمصداقية، ترجمته فوق الأرض قرعة المجموعات، و كثير من التظاهرات الرياضية الناجحة بكل المعايير الدولية، ومع ان الامر يتعلق بمسابقة رياضية الا ان الحسابات السياسية لم تغب على كثير من التعاليق خصوصا الغربية، والتي افتقد بعظها للأخلاق الديبلوماسية، والاعراف المعمول بها في العلاقات الدولية، فقد اضطرت دولة قطر إلى استدعاء سفير المانيا لديها لتسليمه رسالة احتجاج رسمية على خلفية تصريح وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر واصفة استضافة قطر لكأس العالم 2022 ب” خادع للغاية” محددة ان ” هناك معايير ينبغي الالتزام بها، وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول” أصوات غربية استهجنت هذا التصريح ووصفته بالمتحامل، فيما ادانه الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ، كما وصفت الجامعة العربية الهجمات على مونديال قطر بالغير أخلاقية والعنصرية، اما الرأي العام العربي من المحيط إلى الخليج فقد اتحد بهاشتاكات زلزلت وسائل التواصل الاجتماعي في كل الاقطار العربية معبرين عن دعم مطلق لقطر. وفي مفارقة عجيبة، قال رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر ان استضافة قطر لكأس العالم “خطأ” مع انه كان أول الداعمين لها كدولة عربية لتنظيم العرس الكروي العالمي ، وتبرر بعظ الأصوات المعارضة لقطر موقف هذه الأخيرة من المثلية ، والمعاملة السيئة للعمال المهاجرين؛ لكن رئيس الفيفا الحالي جاني انفانتينو كان له رأي آخر حين دعا كل المنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى ” التركيز على كرة القدم” لأن لا أحد مؤهل لتوزيع الدروس الاخلاقية ولا حتى الفيفا نفسها التي أكدت رسالتها ” نحن في الفيفا نحاول احترام جميع الآراء والمعتقدات” ، بقراءة أخرى وبالنظر لحجم الاستثمار القطري والتي تعادل أضعاف ما استثمرته روسيا وجنوب أفريقيا مجتمعة ؛ ليس للتباهي ولكن لرؤية استشرافية بالدرجة الأولى.فقطر تهدف إلى تنويع مواردها وتنويع اقتصادها دون الاعتماد على النفط والغاز كركيزة اساسية وسط سوق غير تابث، فقطر تستشرف وراء كاس العالم نمو اقتصادها بحوالي 3.3% كما تنوي الاستفادة من البنية التحتية المتجددة والتجهيزات بتطوير النقل والتجارة وبالتالي الاقتصاد على وجه العموم. فايرادات قطر المباشرة من كاس العالم قد تصل إلى 2.2 مليار دولار وعلى المدى المتوسط إلى 2.7 مليار دولار كعائدات السياحة اما المنشآت فقد تحولها قطر إلى مدارس ومستشفيات ومرافق اجتماعية؛ ويدخل في إطار برنامج رؤية إبراز أدوار القطاع الخاص، والأهم هو خلق جاذبية للاستقطاب السياحي إذ من المتوقع ان يزداد زوار هذا البلد الخليجي بعد كأس العالم لما فوق الاربع ملايين سائح في أفق السنة المقبلة.