مقالات و آراء

الحرب الروسية الأوكرانية : حرب وجود أم عدوان؟

بقلم: محمد طاهر أبو زيد

منذ أزيد من ثمانية أشهر تشن روسيا عمليات عسكرية على أوكرانيا تصفها روسيا بالمحددة الأهداف.
حرب روسيا على أوكرانيا و أهدفها يتوجب لفهمها الرجوع إلى التاريخ الذي قد يعيدنا إلى الثورة البولشفية التي أنتهت حكم القيصر الروسي و قيام حكم الشيوعية بزعامة لينين الذي قاد الثورة و إستطاع توحيد معسكر شرقي يضم أزيد من 12 دولة تحت لواء الإتحاد السوفياتي ، هذا الإتحاد الذي تؤطر منهجية تسييره الفكر الماركسي و البيان الشيوعي الذي أصدره المفكرين ماركس و إنجلس و الذي يعد دستور الشيوعيين عبر العالم.
بعد قيام الإتحاد السوفياتي سارعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الإنتصار في الحرب العالمية الثانية إلى جمع شتات أوروبا المنهزمة عسكريا و المدمرة كليا بعد الحرب العالمية الثانية و هي الحرب التي ساهم الإتحاد السوفياتي بشكل كبير عبر تحقيق الإنتصار على ألمانيا النازية و التي لازالت روسيا إلى يومنا هذا تخلذ ذكراها سنويا بإسم إحتفلات الإنتصار في الحرب الكبرى.
و بعد أن وضعت الحرب أوزارها و إعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية مخطط مارشال لإنقاذ أوروبا كان الإتحاد السوفياتي يعيش أزهى مراحله التاريخية إقتصاد يا عسكريا و حتى في غزو الفضاء.
و بدأت بعدها مرحلة عصيبة على العالم هي مرحلة الحرب الباردة التي تتسم بتوازن الرعب بين المعسكريين الشرقي و الغربي بإعتبارهما قوتيين عظميين مالكيين للسلاح النووي.
وشائت الأقدار أن تتدهور أحوال الإتحاد السوفياتي و ينتخب في ظل هذا الوضع الصعب ميخائيل غورباتشوف رئيسا للإتحاد السوفياتي الذي ورث تركة ثقيلة من المشاكل و الإعاقات في تسيير إتحاد شيوعي مختلف المشارب و الثقافات و الأديان و التوجهات، ليتبين لغورباتشوف أن الحل الأمثل لمجابهة كل هذه الصعوبات هو الإعلان عن حل الإتحاد السوفياتي و الإعلان عن مخطط البيرسترويكا أو ما أسماه الرئيس غورباتشوف بالرجوع خطوة إلى الوراء من أجل التقدم خطوات إلى الأمام.
إنهيار الإتحاد السوفياتي سنة 1990 و الذي إشتهر رمزيا بإنهيار جدار برلين لتلحق ألمانيا الشرقية بتوأمتها الغربية، و إستقلال كل الجمهوريات المشكلة للإتحاد بما فيهم أوكرانيا الجارة المحادية غربا لروسيا.
أوكرانيا المستقلة ورتثت أراض شاسعة منتجة للحبوب و حقول إستخراج النفط و الغاز و كذا سواحل شاسعة مطلة على البحر الأسود عليها موانئ ورثتت من خلالها أوكرانيا تركة الإتحاد السوفياتي من غواصات نووية و تجهيزات عسكرية كبيرة، ناهيك عن أعظم تركة من التحالف المنهار و التي هي محطة زاباوجيا للطاقة النووية.
في سنة 2014 قامت روسيا بوتين الرئيس الذي هو نتاج خالص لجهاز الكا جي بي المخابرات الروسية بإجتياح لشبه جزيرة القرم و ضمها لروسيا نظرا لتخوف روسيا من كون معظم الموانئ الأوكرانية التي ترسو فيها الغواصات النووية في مدن جزيرة القرم و خاصة مدينة يالطا الساحلية.
في 2021 تقدم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بطلب لحلف شمال الأطلسي الموالي للولايات المتحدة الأمريكية و هو ما أشعل فتيل الحرب المستمرة إلى يومنا هذا.
ففي منظور روسيا أن دخول أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي يشكل تهديدا لأمن روسيا القومي و أن أصلا إتفاق المعسكر الشرقي و الغربي يعني حلف وارسو و حلف الناتو سنة 1990 كان من بنوده الأساسية عدم توسع حلف الناتو شرقا اتجاه الدول المشكلة سابقا للإتحاد السوفياتي، و هو ما لم يحترمه حلف الناتو عبر ضمه عبر السنوات لدول في شرق أوروبا ليصل لمحاولة ضم أوكرانيا و التي توجد عند باب دولة روسيا الفيد الية و هو ما أجج الغضب الروسي لتقوم بأعمال عسكرية محددة الهدف لوقف المد الغربي على الدب الروسي.
و هذه الحرب الروسية تروم ضم أقاليم دونياسك و دونباسك و المحطة النووية بزاباروجيا تأمينا للأمن القومي الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock