منوعات

احتفاء برموز حركة المقاومة: الفقيه محمد البصري بين العمل المسلح والتنظيم السري

متابعة : عزيز الإدريسي مبتسم

أحيت أسرة أبناء المقاومين واعضاء جيش التحرير بمراكش تاريخ ومسار المقاوم محمد الفقيه البصري كواحد من الرموز القيادية لجيش التحرير وحلقة مهمة من الذاكرة النضالية للمقاومة.وجاء استحضار ادوار المجاهد الفقيه البصري عبر كرونولوجيا املتها مجموعة من الشروط خلال ندوة نظمتها أسرة أبناء المقاومين واعضاء جيش التحرير بقصر بلدية مراكش زوال يومه السبت 12 نونبر واطرها الحقوقي والفاعل الجمعوي الاستاذ عبد الحميد لابيلتة. بحضور فعاليات أكاديمية وحقوقية واعلامية اجمعت كلها حول فاعلية أدوار الفقيه البصري في حركة المقاومة، والذي اوجزها الدكتور نعيم الخرازي في جملة من المحاور من خلال ” دور الفقيه البصري في انشطة الحركة الوطنية وحزب الاستقلال في معهد بن يوسف بمراكش” و ” تبنيه خيار العمل المسلح مع بداية 1953″ كما حدد الدكتور الخرازي في مداخلته “أدوار الفقيه البصري في قيادة المنظمة السرية ما بعد الاستقلال كقائد سياسي لجيش التحرير بالجنوب ما بين 1956 و 1959، ” وسرد المحاضر بيبيوغرافية الفقيد التدريسية وقيادته لمجموعة من الاحتجاجات والاضرابات التي ووجهت بالعنف……مرورا بتكوينه رفقة المقاوم الجبلي فرعا للمقاومة بمراكش بالتنسيق مع حمان الفطواكي وعمر الساحلي …..حيث بدل مجهودات كبيرة من أجل الحصول على السلاح لتنفيذ عملياته الفدائية …أما بعد الاستقلال يضيف الدكتور نعيم الخرازي مشاركة ” الفقيه في اجتماع مدريد بداية يناير 1956 رفقة قادة المقاومة المغاربة وجبهة التحرير الجزائري….. بدعوة من علال الفاسي …لتقييم الوضع الجديد لقوات المقاومة” بعيد مفاوضات ايكس ليبان” واستعرض المتدخل أيضا “أدوار الفقيه البصري في جيش التحرير بالجنوب” ومعارضته ادماج عناصره في الجيش الملكي عقب اجتماعه بالملك محمد الخامس وولي العهد مولاي الحسن” من جانبه أوضح عبد الحي حفيظ في مداخلته ان ” هذه الندوة الوطنية التي تتمحور حول تاريخ المقاومة بوطننا العزيز، و الذي إخترنا لها كمحور تخليد ذكرى المقاوم المناضل محمد الفقيه البصري. إن لقاءنا اليوم هو لإسترجاع ذاكرة وطنية عصية على النسيان.
ذكرى نستحضر فيها أبطال المقاومة و جيش التحرير و أمجادهم الخالدة في تاريخ وطننا في مقاومة و مواجهة الإستعمار الخاشم الذي نهب ثروات بلدانا و سقط على إثره شهداء من أجدادنا.
إن ندوتنا اليوم التي تروم إحياء هذه الذاكرة المجيدة من تاريخ وطننا إخترنا لها في هذا اليوم إستحضار ذاكرة المرحوم المقاوم و قائد جيش التحرير محمد الفقيه البصري و الذي كان له باع كبير في التاريخ المعاصر للمغرب.
المرحوم المجاهد الفقيه البصري الذي كان رفيق والدي المرحوم بنعثمان حفيظ في مسيرة المقاومة و جيش التحرير و الفقيد الفقيه البصري لم ينل حقه إعلاميا و لا في الندوات العلمية و لذلك آثرنا إستحضار ذكراه في هذا اللقاء حتى تتعرف الأجيال الجديدة عن تاريخ رجال كان لهم الأثر الكبير في نيل المغرب للإستقلال و ساهموا فيما بعد في مسيرة النضال من أجل قيام الدولة الوطنية الديمقراطية.” وفي مداخلته
قال الدكتور رشيد شحمي ان” الحديث عن المقاومة بالمغرب، هو المقاومة المسلحة والحركة الوطنية؛ حيث هي حركة التحرير التي خاضها الشعب المغربي من أجل استرجاع استقلاله المغتصب تحت قيادة نخبة وطنية عملت على رسم الأهداف وتخطيط الوسائل التي تقود إلى تحقيقها” وهو أمر طبيعي حسب الدكتور شحمي على اعتبار ان ” حركة المقاومة هي جميع الأعمال الاحتجاجية التي تقوم بها مجموعات ترى نفسها تحت وطأة وضع لا ترضى عنه” وفي إطار تحليله للمسار التاريخي والاوجه المختلفة لطرق احتلال المغرب ترتب عنه أيضا مقاومة مسلحة ونضالا سياسيا تمثلت بتضحيات ” جسيمة للحصول على الاستقلال” وحدد الدكتور المحاضر المقاومة المسلحة بالمغرب في مرحلتين توسطتهما المقاومة السياسية؛ فمنذ بداية الحماية عام 1912 توزعت المقاومة عبر جغرافية المملكة بين الشمال تحديدا بالريف بقيادة محمد امزيان والذي تم اغتياله بعدها سيتولى القاضي عبد الكريم الخطابي خطة الكفاح المسلح غير إن نجله بعده محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل معركة أنوال التاريخية يوليوز 1921 سيكون أكثر تنظيما من سابقيه.وفي الاطلس المتوسط تزعم موحا اوحمو الزياني قبائل الأطلس المتوسط مقاومة شرسة ضد التواجد الفرنسي حصوصا عند احتلالهم لمدينة خنيفرة لتتمكن المقاومة من هزم القوات الفرنسية في معركة الهري التاريخية عام 1914..الا ان القوات الفرنسية ستعاود محاصرة المنطقة حتى استشهاد المقاوم موحا اوحمو الزياني ….أما في الجنوب فقد قاد المجاهد احمد الهبة ماء العينين المقاومة من أقصى الجنوب المغربي بعد سيطرته على إقليم سوس باكمله حتى مراكش لمطاردة الفرنسيين الا ان مقاومته ستتوقف عند سيدي بوعثمان لقلة وضعف الامكانات ” من جانب آخر حدد الدكتور رشيد شحمي أهداف ما اسماه بالمقاومة القبلية في رد الاحتلال، تحرير الارض، الحفاض على الموارد الاقتصادية كالماء،و الحفاض على التقاليد والعادات والعرض والشرف.وكبديل للمقاومة المسلحة حددها الدكتور رشيد في حركتي النخب والاحزاب بسبب عاملين اضافين لخصهما في احتلال المانيا لفرنسا، مواثيق عصبة الامم، وحق الشعوب في تقرير المصير، والعامل الداخلي يتمثل بحجم القمع والظلم،وكبت الحريات، وبروز نخب ومثقفين متأثرين بالعقلية المشرقية الإصلاحية…..”والتي طالبت بالاصلاحات الشاملة والتي سيرتفع سقف مطالبها إلى المطالبة بالاستقلال.وخلق التحام القصر الملكي بالحركة الوطنية، وكذا المظاهرات الحاشدة على خلفية مقتل النقابي التونسي فرحات حشاد الدريعة لشن حملات اعتقالات لقادة سياسيين، وتوقيف جرائد وطنية، ستغامر بعدها فرنسا بنفي السلطان الشرعي وتعيين احد افراد أسرته بإيعاز من القواد والباشاوات وزعماء بعظ الطرق الدينية، لتبدأ مرحلة المقاومة المسلحة في مرحلتها الثانية أكثر شراسة وحدة دفعت فرنسا بعد أن حصل المغرب أيضا على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز لطرح قضيته امام الامم المتحدة والتفاوض لعودة السلطان لعرشه ومن تم الاستقلال التام وبذلك ستكتمل كل هذه الملاحم وتتوج بالمسيرة الخضراء لاستكمال وحدة المغرب الترابية عام 1975. كان هذا الجرد التاريخي الذي قدمه الدكتور رشيد شحمي خلال الندوة التي أقامتها أسرة أبناء المقاومين واعضاء جيش التحرير زوال يوم السبت 12 نونبر احتفاء بذكرى الفقيه محمد البصري. وفي نفس السياق تحدث السيد كمال اعوانت النائب ااجهوي للمقاومة بمراكش مبرزا الدور الذي لعبه التحام العرش بالشعب في لحمة نضالية متميزة عجلت باستقلال البلاد، كما أبرز السيد النائب ان المقاومة بشقيها السياسي والمسلح شكلا حصنا لصون البلاد والمقدسات من اي تهجين خارجي؛ واستمرار الجهاد الأكبر المتمثل في التنمية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock