مجتمع

أسعار الماشية بسوق السبت بالقنيطرة تدفع الأسر إلى التفكير في إلغاء طقوس الأضحية

مكتب القنيطرة/ عزيز منوشي


بعد أقل من أسبوع على عيد الأضحى، زاد إقبال المستهلكين على شراء الماشية، وسط شكاوى واسعة من الارتفاع الكبير في أسعار الأغنام.

وأظهرت الجولات الميدانية بسوق الأضاحي بمنطقة الساكنية بمدينة القنيطرة، ارتفاع الأسعار بنسبة 30 إلى 40 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يهدد بإفساد فرحة العيد على العديد من العائلات

وأكد بعض زوار سوق السبت أن الأسعار الحالية تفوق قدرتهم الشرائية، ما دفع البعض إلى التفكير في عدم شراء الأضحية هذا العام.

ويأمل المواطنون أن تتخذ الحكومة خطوات أكثر فعالية للحد من هذه الزيادات، حتى يتمكنوا من الاحتفال بعيد الأضحى دون ضغوط مالية كبيرة.

ورغم أن التصريحات الحكومية والتقارير الصحفية تفيد بوفرة الماشية في المغرب، لكن استطلاعات الرأي المصورة المنتشرة في المواقع الإخبارية المغربية تعكس استياء عاما في البلاد؛ بسبب الأسعار الباهظة التي لن تمكن الكثير من الأسر من الاحتفال بالعيد كما اعتادوا.

واستحضر بعضهم البيان الذي تلاه وزير الأوقاف السابق عبد الكبير العلوي المدغري، الذي أعلن فيه الملك الراحل الحسن الثاني إلغاء شعيرة الأضحية في التسعينيات.

أما نبيلة منيب، أمينة عام الحزب الاشتراكي الموحد، فترى أن على الدولة تحديد الأسعار بما يتناسب مع دخل غالبية الشعب، إذ يتخطى ثمن الخروف الواحد دخل الموظف لشهر كامل.

وقالت منيب في فيديو مصور نشرته على الإنترنت، إنه على الدولة أن تنظر في أمر الفقراء وتوزع عليهم الأضاحي بدلا من المجهودات الشعبية أو دفعهم للاقتراض، موضحة أن هؤلاء أولى من البرلمانيين الذين توزع عليهم الأضاحي ضمن امتيازات مقاعدهم في البرمان، وفق منيب

جدير بالذكر أن المغرب سبق وأن شهد إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى ثلاث مرات في عهد ملك المغرب الراحل الحسن الثاني.

ففي عام 1963، أعلن الملك إلغاء شعيرة النحر بسبب ما تعرف بـ “حرب الرمال” بين المغرب والجزائر والتي أثرت على الوضع الاقتصادي للبلاد.

وفي عام 1981، شهد المغرب للمرة الثانية القرار ذاته بسبب الجفاف الشديد الذي أصاب البلاد وأدى إلى نفوق الكثير من الماشية.

“نهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة”

كانت هذه المرة الثالثة التي يلغي فيها ملك المغرب إقامة الشعيرة عام 1996، وكانت أيضا بسبب موجات الجفاف الشديد المتعاقبة والتي وصلت ذروتها سنة 1995 التي أعلنت الحكومة أنها سنة كارثة وطنية.

وترى كريمة، الأستاذة الجامعية أنه بما أن شعيرة نحر الأضحية سنة وليست فرضا وفق الشريعة الإسلامية، فإن أداء ملك البلاد لها، يغني عن بقية الشعب المغربي”.

ورغم أن كريمة ميسورة الحال، إلا أنها قررت هي ومن تعرفهم عدم شراء خروف عيد الأضحى كما هو معتاد، رأفة بالفقراء من جهة، وتوفيرا للنفقات الباهظة على بند واحد من بنود المعيشة التي أضحت مكلفة للناس بمختلف إمكاناتهم.

“حتى لو توافرت الأغنام، لن نضحي هذا العام”

بدلا من ذلك، قررت الأستاذة الجامعية والعديد من معارفها الاكتفاء بشراء كمية من اللحم لطهي بعضه في العيد، وتوزيع البعض الآخر على المحتاجين، لتعم الفرحة الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock