منوعات

الذاكرة الجماعية للمسلمين واليهود والمسيحيين بالصويرة

الصويرة / حفيظ صادق

كل ركن بالصويرة له قصة . ولكل زمان نسائه ورجاله. ولكل إنسان ذاكرة . يسقط الرجال كأوراق الخريف ولكن لن تموت أسمائهم.الصويرة تعتبر منذ القدم مدينة الديانات الثلاث . مدينة السلم والسلام . مدينة التسامح والكرامة. فالساكنة تعترف بحقوق الآخر . فلا وجود لخلافات بين معتنقي الديانات الثلاث. ولا وجود لتكفير في دين الآخر ولا ممارسات مشينة. سلم وسلام.حب ومحبة. لقد تم التغاضي عن الصويرة ونسيانها. فعدم الخوض في هذا الموضوع أدى بي إلى التفكير في محبة الإنسان الصويري القح إلى أخوه الإنسان من ديانة أخرى . ولم نسمع ولو مرة واحدة من عند الساكنة أو الباحثين بان كنيسة أو معبد أو مسجد أو مقبرة تعرض للتخريب. كما يقع الآن في بعض الدول. فالصويرة لازالت تحافظ على تلك الهوية المفقودة في عدة آماكن من العالم نحمد الله ونشكره . بل بالعكس الكل يساهم بالقليل أو الكثير في الحفاظ على الموروث الشفوي للمدينة آه يازمان ليت الزمان يعود يوما ولكن الكلام ينسى والمكتوب يبقى ويجب على الجميع أن يشارك للمحافظة على ترميم – الحنفيات – الأبواب – السفارات – القنصليات- المساجد- جوامع ومعابد اليهود – سقالة المدينة – سقالة باب دكالة- سقالة الميناء – برج البارود – دار السلطان المهدومة – الحدائق وهلم جراء … فهذا نداء إلى المنظمات الدولية وارجوا أن تشرف عليه بنفسها. الصويرة كانت جميلة وفيها شيء قد تم نسيانه والابتعاد عنه ألا وهو روح التئازر. ولا ننسى كلام المداح حينما كان يقول ( كاليكوم الباشا جيرو وصبغو ونقو بلا رخصة ) ولكن لابد من استرجاع تلك الذاكرة الغنية . المدينة كانت تحتفل و لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع .احتفالا قل نظيره في المعمور. أي كل أسبوع ( الجمعة للمسلمين والسبت لليهود والأحد للمسيحيين ).ساكنة المدينة من المسلمين يذهبون إلى الحمام ليلة الجمعة لأجل الاستعداد لصلاة الجمعة تراهم ذاهبون إلى الصلاة وهم يرتدون ثيابا نظيفة. عبارة عن جلابية آو فوقية وطاقية والعطر تشم رائحته من بعيد عبارة عن ( الزهر والمسك)المدينة في حلة بيضاء والسماء زرقاء كلون الأبواب .زرقة ماء البحر. نظافة في كل مكان ( لوحة فنية تعبر عن كل إحساس) الكل في تخشع لأداء الفريضة وبعد نهاية الصلاة الكل متجه نحو منزله لتناول وجبة الغداء مع الأسرة وهي عبارة عن الأكلة المشهورة ( كصعا ديال كسكو ب7 خضاري ولحم الغنمي واللبن البلدي). العائلة تجتمع حول وجبة الغداء. وبعد صلاة العصر الكل ينتهي من العمل لآجل المناقشة ( والتقشاب ) ويقال( من بعد العصر مابقى مايتعصر ) أما يوم السبت فهو لأبناء الصويرة من اليهود تراهم سعداء بهذا اليوم يبيعون( البلوط – السخينة – الجراد – الزريعة البيضة )وفي المساء يذهبون الى سينما سقالة . فالأعمال التي يقومون بها مشهورة في ذالك الوقت ولهم دراية بها مثلا ( الترصيص – صناعة البرادع – صناعة الخرازة – صناعة البرارد – صناعة الفنارات و … ) الصويرة يوم السبت في حلة جديدة ومغايرة ليوم الجمعة ارتداء اليهود للبدلات الأنيقة لونها اسود وجميلة والروائح الطيبة وحلويات إدريس تباع بكثرة . من عادتهم لايوقظون النار والضوء. ولا يطبخون في يوم السبت الأكل موجود منذ يوم الجمعة الأكلة المفضلة عند اليهود هي (السخينة والرقاق) ويعشقون كثيرا ( الدجاج البلدي- البيض البلدي – الزبدة البلدية – وزيت أركان )أما أكلة السخينة فتم تهيئتها يوم الجمعة بالليل في الافرنة المشهورة بالصويرة ( فران القوس – فران بجانب دار يعقوب لعرج – فران درب لعلوج – فران وراء الكوميسرية) استعدادا ليوم السبت. تراهم يتجولون ذهابا وإيابا من قوس المنزه إلى قوس باب دكالة وبساحة القصبة وملاح القديم .أما كورنيش الشاطئ فهدا عالم آخر .أما يوم الأحد فهو يوم خاص للمسيحيين يذهبون جماعة في اتجاه الكنيسة الموجودة قبالة ( دار مدام حادة) نحن صغار نسمع جرس الكنيسة على الساعة العاشرة صباحا .وفي مساء السبت يذهبون كذالك لمشاهدة فيلم سينمائي .المدينة كانت جميلة وكانت أفضل مدينة من حيث تعدد الثقافات بفضل أبناءها. والملاحظة المهمة وهي وقت الفراغ بالنسبة لجميع أبناء مدينة الصويرة هو( التخيام) أي المخيم أو ( التعزاب ويقال ( يالاه نعزبو )أسماء أماكن التخييم القريبة من المدينة ( بين العراصي – تروا بالمي اي (عرصة الطلبة) – عوينة تروكا – دار السلطان المهدومة – برج البارود – واد القصب – القنطرة- الديابات ……….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock