سياسة

الجزء الاول:الجيل الجديد وحقيقة التدبير داخل البام ،لماذا البام؟

قبل سنتين او أكثر بقليل، وبعودتي لمدينتي الام التي قضيت فيها طفولتي، وحكت بها احلامي، وآمالي. اتضح لي انها لا تختلف كثيرا عن حال هذا الوطن، بعد ولايتين حكوميتين فاشلتين. نعم قد لا تختلف نظرتي عن نظرتكم أيها الأصدقاء ،فهمنا واحد وتطلعاتنا واحدة.
نعم انها مدينتي المكلومة تزنيت،
نعم هي حكومتنا التي لم تستطع النجاح.
نعم فقدت الثقة كما فقدتموها وفقدها اغلب شباب هذا الوطن.
حينها فقدت الثقة من إمكانية الإصلاح، خصوصا بعد وضوح معالم فشل شعار محاربة الفساد. وبعد ان انكشفت امامي صورة الحزب الاسلاموي، الذي اعتبره الكثيرون من الأصدقاء منقذا لهذا الوطن.
نعم فشل، كما فشل البقية .بل انه فاشل بدرجة امتياز.
نعم ارتسمت لدي صورة عن الأحزاب والسياسيين. ورسمت لهم صورة بألوان مظلمة، وبقي عالم الأحزاب والسياسة بالنسبة لي في هذه الفترة رمزا للفساد والمفسدين.
كيف لا يكون كذلك ومدينتنا مكلومة!
كيف لا والوضع لا يبشر بالخير!
كيف لا والتعليم والصحة والتشغيل مجرد شعارات لفترات انتخابية موسمية ولازمة خطابية في اللقاءات والندوات!
كيف لا واليسار تحالف مع اليمين!
كيف اثق بهم وقد بيعت المبادئ وانسدل الستار امام تمثيليات أحزاب تقليدية متقوقعة منغلقة بجيوب الفساد!
كيف نثق بمن تنازل عن الأيديولوجيات وسكت عن الحق وتنازل عن الأدوار!
كيف نثق وقد غابت الأحزاب!
وبين الفينة والفينة يظهرون في سباق التراشق السياسوي.
لم يكن لي أي انتماء حزبي وقتها، فقد كنت اعتبر كل انتماء لهذه الجيوب الفاسدة جريمة في حق هذا الوطن.
حاولت حينها تتبع كل أنشطة الأحزاب المحلية، للوقوف على كل صغيرة وكبيرة في تدبير الشأن المحلي، لكي اعرف أكثر ،ولأكون على علم بما يقع. فقط مع استثناء وحيد ،الا وهو الحزب المتحكم الحزب المسير. الحزب الذي شكل لي رمزا من رموز الفشل الحكومي. حزب زاد وكرس في قناعتي انعدام الثقة اتجاه المؤسسات الحزبية.
خلال هذه الفترة تعرفت على الكثير من الأصدقاء، وكانت اغلب نقاشاتنا سياسية بالأساس. وكان المشترك بيننا رفض الواقع البئيس للمدينة. هي نقطة جمعتنا وجعلتنا نخوض نقاشات طويلة نختلف بسببها أحيانا ونتفق أحيانا أخرى. هي نقاشات ساهمت في فهمنا للواقع الوطني والمحلي ،هي نقاشات صححت الاخطاء أحيانا وزادت من فهمنا للأمور الجديدة بالنسبة لنا فالمسائل المتعلقة بتدبير الشأن المحلي واختصاصات المؤسسات التمثيلية ،وادوارها كلها كانت جديدة علينا، و اجتهدنا لفهمها واستفدنا من معارف ومكتسبات بعض الأصدقاء.
في يوم لست ادري هل اشكر القدر او العنه !وجه أحد الأصدقاء دعوة لحضور لقاء حزب الاصالة والمعاصرة بتزنيت وكان تحت عنوان تدبير الشأن المحلي بتيزنيت مند سنة 1997، كنت اول الواصلين واخترت كرسيا في أحد الصفوف منتظرة التحاق باقي الأصدقاء.
بدا اللقاء بعد ان امتلأت القاعة على اخرها وتسلسلت المداخلات التي توجهت اساسا لمعارضة المسيرين على امتداد بضع ولايات شيء عادي فالفريق يتموقع بالمعارضة هكذا فهمت.
لكن لماذا 1997 !
لما هذا التاريخ والبام لم يتأسس بعد حينها ؟
كيف يناقش فريق حزب جديد تسيير مرحلة لم يتأسس بها حتى
كلها أسئلة راودتني وكانت استنكارية بالأساس ماذا قدمت لنا الأغلبية والمعارضة تهاطل في ذهني أسئلة استنكارية كثيرة.
انهالت أسئلة الحاضرين الذكور في غياب تام لصوت نسائي قررت ان اكون صوتا يكسر رتابة الذكورة قررت ان ابوح بكل ما في جعبتي من تساؤلات علنا حاولت كسر صمت تاء التأنيث. وكانت مداخلتي قد تمحورت بالأساس حول اننا نحن شباب اليوم لا ثقة لنا لا في الأحزاب ولا في المؤسسات فماذا قدمت الأحزاب لهذه المدينة !
و موضوع تدبير الشأن المحلي مند 1997 شيء لم يكن يهمني بقدر ما يهمني مستقبل المدينة بمصالحة مع احزابنا ومؤسساتنا وكنت اقصد ان مصالحتي مع الأحزاب لن تكون باتهام البقية ولكن ستكون بسياسات عمومية بديلة تستشرف المستقبل لم اهتم كثيرا برد اغلبية الأعضاء الذين خصصوا لي جميعا حصة من اجوبتهم على سؤالي بين مبرر ومدافع لكن كان بين الأعضاء شاب من قادة الحزب عرفت اسمه في ما بعد وقد كان جوابه مهما بالنسبة لي كان دعوة صريحة للتغيير من داخل الهياكل نعم قال ان التغيير يكون صنيع أيدينا وان لم نكن جزءا منه فلا مكان لتغيير كان جوابا مغايرا لجواب البقية .
وكان بالنسبة لي سببا في بداية التفكير للالتحاق بأحد الأحزاب وكان حزب الاصالة والمعاصرة أحدها انتهى اللقاء لكن لم تنتهي قصتي مع البام استمر تواصلي مع أحد الأصدقاء. الشاب المناضل البامي الذي لم يسع يوما للمناصب رغم انه قدم الكثير للحزب وراكم نضالات هامة خدمة لمشروع الحزب لكنه الان من الساخطين. الذين لا هم لهم سوى التنمية المحلية شاب تيزنيتي اعتز وافتخر بصداقته. كان مواكبا لي مجيبا عن تساؤلاتي التي قد تكون بليدة بعض الأحيان وكان لمواكبته دور كبير في التحاقي بالحزب بعد ان تأكد لي ان مضمون رسالة عضو المكتب السياسي صادقة بوجود هذه النماذج نعم اقتنعت أخيرا وبعد مدة طويلة من اللا ثقة اقتنعت ان مشروع البام هو مشروعي وان التحاقي ضرورة من اجل المساهمة في البناء بناء مغرب جديد. قبل التحاقي بحزب الاصالة والمعاصرة كان لابد لي ان ….. يتبع
غزلان حموش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock