مقالات و آراء

مخيمات تندوف تسائل صمت المنظمات الحقوقية الدولية .

قد تستطيع اي سلطة في العالم ان تبرر احتجاجات مواطنين او محتجزين مطالبين بحق من الحقوق اقتصادية كانت او اجتماعية وحتى سياسية، لكن من المستحيل أن تبرر واقعة تهريب سجين متهم بالإغتصاب، وهذا وقع في تندوف في سنة 2020 ولازال يقع امام تعتيم اعلامي ومخابراتي جزائري .

لنعد الى الحكاية وما فيها ، أن قيادة عصابة “البوليساريو” آثروا على تهريب شخص لا تجتمع في اي صفة من صفات الإنسانية ، وهي الإقدام على اغتصاب شابة لا حول ولا قوة لها في مخيمات تيندوف ، نظرا لعلاقته بقيادة الجبهة الوهمية، انتصر المجرم وتم تهريبه كأن فعله حق ، شأنه في ذلك ما يقع كل يوم وليلة في مخيمات تندوف من تكميم الأفواه واغتصاب النساء وحتى الرجال، نعم تم اغتصاب الرجال ولنا في وثائقي الإذاعة الإسبانية المعنون “بطريق الكرامة” ، اكبر شهادة من شاب صحراوي بالمخيمات تعرض للاغتصاب و يقر بالواقعة تحت واقع دموع المظلوم ، فيا لهول الفعل ، فحين يبكي الرجال فإعلم أن المأساة اعظم.

قبل ان نعرج على تاريخ اغتصاب نساء تندوف لابد من القول ان كل جمعيات العالم النسائية لم تتحرك لا للتضامن ولا للإحتجاج ولا اي تحرك يصون نساء العالم، ولذا نقول من موقع المسؤولية التاريخية ان العالم يتحمل كامل مسؤولياته تجاه نساء محتجزات بتندوف ، كحقوقي وكاحد ابناء الصحراء المغربية ، الى التحرك عاجلا لحماية نساء عزل يتعرضن للإغتصاب ولا يستطعن الكلام.
يحز في النفس في القرن الواحد والعشرين ان نرى المجتمع المدني النسائي لا يفهم صرخات نساء تيندوف، نبكي العين دما بدل دمع ، ان نرى وقاحة المنظمات الدولية النسائية لا تكلف نفسها للدفاع عن الحق في كرامة نساء محتجزات والتاريخ يشهد ان كل سنة تطل علينا انوثة قادمة من تيندوف تصرح بتعرضها للإغتصاب والإعتداء وتختفي بعدها دون اي تحرك ولا ردة فعل، وهنا نقول لنساء تندوف كم من الأصوات ناضلت لإحقاق حق وابطال باطل بالرغم من وقاحة العالم الذي يعتبر السياسة والإقتصاد قاعدة للتحرك ونسي ان انسانية المرأة وكرامتها فوق المال والسياسة.

سنة 2017، خديجتو محمد الزبير الصوت الأبي من اجل نساء تيندوف، اضطرت للخضوع لعلاج نفسي دام 3 سنوات، توثقها حلقة “قصص إنسانية” المخصصة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي ارتكبت من طرف قادة جبهة بوليساريو ضد حقوق الإنسان مع إفلاتهم من العقاب.
وقد تحدثت الشابة الصحراوية بوجه مكشوف ضمن حلقة من برنامج “قصص إنسانية”عن معاناتها مع زعيم البوليساريو إبراهيم غالي عندما كان قبل سنوات مضت سفيرا للجماعة الانفصالية في الجزائر، حيث تطلب منها الحصول على تأشيرة المرور عبر مكتب غالي.

الرباب حسينا صارعت من اجل الشرف، تنتمي لقبيلة أولاد بركاالله شابة من مخيم بوجدور بتيندوف تعرضت لاعتداء جنسي من قبل المدعو بلاهي السيد القيادي في البوليساريو المنتمي إلى قبيلة الركيبات اسواعد والذي يشغل منصب وزير التعاون في مخيمات لحمادة.
المركز الإسباني لعلم الإجرام وحقوق الإنسان، يقر بإحتجاز الشابة الصحراوية الحاملة للجنسية الإسبانية “معلومة موراليس” هذا وسبق للصحافة الاسبانية وأن أشارت إلى وجود معتقلات إسبانيات أخريات من أصول صحراوية واللائي وصلن إلى 150 محتجزة بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، وإذا كان الشرف يضيع لنساء في محتجز كبير يسمى تيندوف ، فلا ضمانات عن عدم تعرض 150 محتجزة للإغتصاب وسوء المعاملة.

يوقفنا تقرير لمنظمة هيومن رايتس على تجاوزات حقوق الإنسان التي تغطي مخيمات تيندوف، ويشير التقرير الى ما يلي:
من السمات المقلقة لأوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف في غياب للمراقبة المنتظمة الميدانية لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من مجاهرة البوليساريو بالانفتاح للمراقبة، إلا أن حقوق السكان اللاجئين ما زالت عرضة للانتهاك بسبب عزلة المخيمات والوضع القانوني غير الواضح للمخيمات. فالجزائر، المسؤولة بموجب القانون الدولي عن حماية حقوق جميع الأشخاص داخل إقليمها ، منحت الإدارة الفعلية لجبهة بوليساريو والتي لا تعتبر مسؤولة رسميا في النظام الدولي عن ممارساتها الخاصة بحقوق الإنسان.

بوليساريو تحكم المخيمات منذ أكثر من جيل بتوجيه من المخابرات العسكريةالجزائرية، وتنفذ سياسات وتتخذ قرارات تؤثر على حقوق الإنسان يوما بعد يوم بمخيمات تندوف . ولهذا السبب ورغم مسؤولية الجزائر الكاملة امام المنتظم الدولي عن الوضع ، يجب تحميل البوليساريو مسؤولية أسلوبها في معاملة الأشخاص الخاضعين لإدارتها.
مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها البوليساريو، تفرض على المجتمع الدولي أن يحمل الحكومة الجزائرية المسؤولية الكاملة والاسراع بفتح تحقيق فيها .

خلاصة القول ، بيت العنكبوت اهون البيوت والظلم لن يسود ، بهاته العبارات نختم حقيقة نقلنا لواقع تيندوف وما خفي اعظم ، ولعل قيادة بوليساريو اختلط عليها الحابل بالنابل وصارت تعتبر اغتصاب نساء تندوف حقا من حقوق قياداتها حتى تنسى حقيقة انتكاساتها .
قراءنا الأعزاء، صرخة نساء تيندوف ابية وتوقفنا على متلازمة الحق والباطل، الحق في الكرامة وباطل قيادات فاسدة ارهقتها مختلف الهزائم على الساحة الدولية أمام الانتصارات المتوالية للديبلوماسية المغربية .

ذ/ الحسين بكار السباعي
باحث في الاعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock