مقالات و آراء

الأستاذ “محمد العليكي” يكتب عن مراكب العبور بمدينة العرائش.

محمد العليكي_من المستحيل أن ننسى الحديث عن مراكب العبور بمدينة العرائش باعتبارها صلة وصل بين ضفتين تاريخيتين متلاحمتين لا تفصلهما سوى مسافة بحرية قصيرة تقطعها المراكب في أقل من عشر دقائق ..
و حتى إن نسينا نحن ففصل الصيف هو أقرب لمن يذكرنا بها .
المدينة تطل خجولة على البحر ، و الكل يسعى للعبور إلى الجهة الأخرى و لو لمتعة الخيال أو تجديد الرؤى .
بالضفة المقابلة أناس ينتظرون العبور إلى واجهة المدينة إما للعودة أو لبعضهم مآرب أخرى يقضونها ثم يعودون من حيث أتوا ..
بالقرب من الميناء و مطاعم السمك حركة دائبة و الكل له نية العبور إلى رأس الرمل ، هذا الرأس الذي يبدو كالسراب كلما اقتربت منه ازداد بعدا ، فيأخذنا الحنين إلى مراكب العبور الجميلة نشتم فيها رائحة الملح و نسيم البحر . من منكم لا يتذكر ردة فعل الأطفال و هم يغازلون – بأيديهم الصغيرة – مويجات البحر ، مغمورين بنشوة الابحار و تسريبات المجادف . من لا يتذكر صيحات النساء و الفتيات و هي تعلو مع رشقة كل موجة عنيدة ..
الحافلات العابرة لا مكان لها في الذاكرة الشعبية العرائشية ، الكل يحن إلى مراكب العبور التقليدية الجميلة “الباطيلات” و مجادفها المفتولة العضلات ..
قد يقول قائل أن هذه المراكب قد تعرقل خفر سفن الصيد نحو الميناء أو إليه ! يا أسيادي الكرام لكل مشكل حل ملائم . أليس نهر لوكوس جزءا من هذا الحل ؟ أليس مصبه يتسع لألف مركب أو أكثر ؟
لا ينقصنا إلا الارادة و العزيمة لإنعاش السياحة بهذه المدينة المنسية . أسألكم : أليس لهذه المراكب دور تنموي لإنعاش السياحة بالمدينة ماذا للعرائش من مآثر تاريخية غير المدينة العتيقة و لوكوس الأثرية الشامخة و هذا الشاطئ الأدرد إذا جاز التعبير !؟
ليكن في علمكم أن كثيرا من الشباب إناثا و ذكورا و بعضا من غيرهم يقطعون المسافةبين شاطئ رأس الرمل و المدينة راجلين لعدم حصولهم على مقاعد لهم بالحافلة و ليس باستطاعتهم قطع المسافة عوما !؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock