نساء راقيات وأخريات من الزماكرية وأجنبيات يزاحمن الفقراء على ملابس “البال”
خذيجة الدهي
كل الزرع عندو الكيال ديالو>>..هذا المثل يكاد ينطبق كثيرا على كل مايتعلق بالذوق و اﻹختيار،لكن حين تصبح ملابس<< البال >>،المخصصة ﻷفقراء تغري الناس <<الهاي كلاس >>،فإن ذلك يبعث كثيرا على اﻹستغراب … ذلك أن البعض ممن يحسبون على الطبقة المتوسطة ،وآخرون من ابناء اﻷغنياء أيضا، اصبحوا يزاحمون الفقراء فاللباس ،وتحديدا في اﻷسواق المشهورة بترويج >>البال<<
او الملابس المستعملة ،بل ويتدافعون باﻷكتاف ويتشابكون باﻷيادي من اجل الفوز ببعض اﻷلبسة النادرة الوجود فالمغرب ،او <<البياسات >> التي تحمل <<لوغو >> ماركات عالمية مثل levis ,zara , boss , lacoste وعلامات تجارية شهيرة ،خاصة تلك التي لا توجد في اﻷسواق المحلية او تلك التي يكون ثمنها باهظا جدا .. واﻷدهى من ذلك ، وهذا مالاحظته “هنا24” في بعض الأسواق، لجوء بعض النساء اﻷروبيات الى إقتناء ملابس البال ،وهو مشهد نادر، مادامت أغلب الملابس المستعملة الرائجة بالمغرب مصدرها اﻷساسي اوربا …
في هذه الزاوية ترصد “هنا24” مايمكن وصفه بالظاهرة المتعلقة بإقبال النساء الغنيات على<< حوايج البال>>، وكيف اصبحت بعضهن مدمنات على اﻷسواق الشعبية ، بحثا عن البسة حاملة للماركات العالمية ،بأثمنة بخسة قد لا تتجاوز 20 درهما ، إذ لا ضير عندهن في إقتناء جوارب أو ملابس حتى و ان كانت داخلية ،ليقينهن أنها ذات جودة عالية وبتصاميم تبرز المفاتن وتسر الناظرين .كما تسلط “هنا24” الضوء على اﻹقبال المتزايد لرجال من الطبقة المتوسطة على<< البال>>، منهم أطباء ،مهندسون ،محامون، مدراء أبناك و آخرون ،قاسمهم المشترك ،التنقيب عن الجودة من اكوام البال ،أو مايسميه <<ولاد اليوم>> <<ستي بيدك>> اي <<اختر بيديك>>
============================
ملابس <<ستي بيديك>> و إغراء النساء الراقيات
رغم شهرته بترويج اخر صيحات الملابس الشبابية ،و ازدحام المحلات التجارية بفضاءاته التي تبيع بالجملة شتى أنواع اﻷحذية و اﻷقمصة و القبعات والسراويل و غيرها من الملابس التي تساير الموضة .إلا انه احتفظ ببعض اﻷزقة التي ينشط فيها اصحاب البال …يتعلق اﻷمر هنا بسوق<<القريعة>> بالدار البيضاء ،الذي أخذ يتمدد بسرعة داخل محيطه ،ملتهما أحياء بكاملها ..بإحدى اﻷزقة ، تبدو من بعيد اكوام من الملابس المستعملة ،كما لو انها روابي من القماش ،يتحلق حولها الناس بلهفة .. ينقبون عن شي لا يعرفونه فقط يمارسون عملية <<النبش>> في تماه تام مع اللازمة التي يرددها اصحاب البال ..<<عزلي و تخيري ..الرخا و الريباخا ..هبشي يا جارة تلقاي زارا ..إلا 10 دراهم ...>> وحسب ملاحظة”هنا 24 ” في هذا السوق المجاور لﻷزقة المخصصة لﻷحذية والنجارة ،أن النساء اللواتي يتحلقن حول أكوام البال ،يظهر من خلال شكلهن وطريقة حديثهن أنهن من الطبقة المتوسطة ؛ (فاطمة) شابة في عقدها الثاني،صحفية بإحدى المجالات التي تعنى بالموضة ،لجأت الى هذا السوق بدورها لعلها تفوز بملابس لماركات عالمية ، اذ لا تفوت أي فرصة دون الذهاب الى اسواق البال بالبيضاء و النواحي، تقول فاطمة «صرت من المواظبات ،بل المدمنات على اسواق «البال» ففيها أجد مبتغاي من الماركات الشهيرة، و بثمن رخيص و عوض مانشري بياسة ب 2000 درهم كنشري بزاف ديال البياسات غير ب 500 درهم ، و شي حاجة مادايراش فالبوتيكات ».
والملاحظ من خلال سرد فاطمة أن اسواق البال لم تعد حكرا على الفقراء فقط ، إذ هناك ميسوري الحال ينقبون بدورهم عن ضالتهم بهذا السوق ، كما هو الشأن بالنسبة لنوال (مهندسة إعلاميات) التي حجت الى السوق لقريعة بحثا عن بعض الفساتين ،تقول نوال : >> ربما هي المرة الخامسة التي ألجأ فيها الى هذا السوق ، في البدء اعجبني فستان راءع ارتدته صديقتي في حفل عقيقة وعندما سألتها عن المحل الذي إقتنته منه ، أجابتني ببساطة أنها اشترته من محل يحمل اسم (ستي بيديك)، وبتلقائية سألتها عن مكان تواجده ، لتنفجر ضاحكة ، وقالت لي إن (ستي بيديك ) تعني (عزلي حوايج بيديك )، انذاك استلقيت من شدة الضحك ، لتخبرني بأن.هذا الفستان مصدره محلات لبيع البال بسوق القريعة وكانت قد اقتنته ب 15 درهما فقط >> .
أما فاطمة التي تشتغل في مهنة المتاعب فقد بررت لجوءها الى البال قائلة : « مثلا كنت نشري حوايج تاع زارا وشانيل و اسونسيل من الزاجة (البوتيك ) بثمن غالي ،فالتالي كنلقا واحدة لابسة بحالي أو احسن مني ب5 دراهم ، كنحس بالشمتة ، وقلت مع راسي حتى أنا بحالي بحال خوتي ، البال ماشي عيب لذلك فينما جاتني الفرصة كنجي هنا » البال كيوصل حتى الف درهم للبياسة .
============================
كنعزل لحوايج «سيني» للناس الهاي كلاس
غير بعيد عن شوق القريعة ، وتحديدي بسوق درب ميلان المحاذي لحي عمر بن الخطاب تجمع باعة البال في مايشبه «القسارية»، كل يجتهد في تلية حاجيات زبنائه «الهاي كلاس ».. و يحكي أحمد الذي قضى ردحا من الزمن بهذا السوق منذ كان عبارة عن «براريك »، أنه مباشرة بعد فتحه ل«البالة» (كيس ضخم يضم مئات الملابس المستعملة القادمة من أوربا عن طريق مدينة الناظور) ينتقي منها الملابس ذات الجودة العالية، قبل أن يضعها أمام عشاق «البال» . وعن الملابس المنتقاة يقول : احمد «ملي كنجمع الحوايج المزيانين ، كنعيط للكليان ديالي ، فيهم عيالات لاباس عليهم ، كاين الطبيبة و المهندسة و اﻷستاذة و القاضية، عاد زيد عليهم شي وحدين من الناس ديال التعليم و مدراء شركات و كاين لي فالصحافة و التمثيل..»، يحكي أحمد عن نوعية زبنائه، قبل أن يضيف : « هؤلاء عندما يحجون الى محلي ، ينتقون الملابس التي تلائم أذواقهم ، كما أحرص ألا يأتون جماعة ،حيث اضرب لهم مواعيد محددة حتى يشعر كل منهم بأنه مميز عندي ، ومن ثمة كل يقتني اللباس المناسب له».
وقال أحمد في حديثه ل”هنا24 ” إن «البال» اصبح يستقطب كل شرائح المجتمع ، بما في ذلك بعض المحسوبين على النخبة : « هاذ المحل تقداوا منو مثقفين كبار لا داعي لذكر اسمائهم ، ونساء كنت لا أشاهدهن إلا فالتفلزة ، و لا عيب في ذلك ، ففي ملابس البال هناك تصاميم لكبار دور الأزياء العالمية ، ذلك أن فستانا قد يصل ثمنه في محله بباريس أو إيطاليا الى 500 أو 1000 أورو ، قد ابيعه بثمن 500 أو 1000درهم بمعنى أن بيعي لعشرة ملابس فقط من الملابس الفاخرة قد يعادل ثمن «البالة«، علما أن البالة قد تضم مايزيد عن 500 حتى 600 نوع من اللباس .. و كم ترتسم على محيا النساء اللواتي يفهمنا فالموضة علامات الفرح بعد عثورهن على لباس كثوب فاخر وتصميم نادر ».
وحسب أحمد «كل الزرع و الكيال ديالو »، إذ لكل واحد نصيبه من البالة ، فهناك في بعض اﻷحيان من يعثر على سروال أو قميص أو جاكيطة لدار أزياء شهيرة ، بثمن بسيط للغاية ، قد لا يتجاوز 20 أو 30 درهما .. «كلا و زهروا».
============================
روبيرطو كفالي ،الديزل و الدولتشي كبانا كنز مطمور في ملابس البال يغري الطبقة الراقية
»محمد « رجل في اﻷربعينيات من عمره ، موظف بالقطاع الخاص ، لايتوانى هو اﻷخر عن الذهاب إلى اسواق الملابس المستعملة أو «البال» ، يقول محمد : »تغريني جودة الملابس بأسواق» البال «، فأغلبيتها ماركات عالمية (السيني ) وثمنه جد بخس ، وإذا ما ارتفع فإنه لا يتجاوز 100درهم ، كما يمكنني أن أقتني هنا بسوق درب ميلان من الملابس مايكفيني أنا و أولادي طول السنة ، يكفي فقط تصبينها جيدا و كيها لتصبح كما لو أنها جديدة »، مضيفا «هنا كاين الجودة الرخا ، احسن من الجديد ،واليروال كيدي ليا كثر من 3 سنوات ماشي بحال سلعة البلاد، تصبينة الأولى كتولي مقزبة ».
والغريب فاﻷمر أن العديد من الفقراء يخجلون من إقتنائهم الملابس من اسواق البال ، ذلك أن وجناتهم تحمر عند مصادفتهم لشخص يعرفونه ، حيث يختفون عن اﻷنظار بسرعة ، بخلاف الناس «الهاي كلاس » الذين إن ضبطوا بهكذا محلات ، يتظاهرون بأنهم أخطاؤوا المحل ، و هذا ما أكده لنا يوسف صاحب محل بسوق درب ميلان ، حيت قال ل “هنا24”: » ان جل زبنائي من الطبقة الراقية ، في كل اسبوع يقصدونني بعد ان يتصلوا بي و يوصونني على فرز الملابس و ترك أجودها لهم و هذا ما يطلق عليه »النقبة «، ذلك أن الملابس المنتقاة من هذه العملية كلها عبارة عن ملابس لماركات عالمية ،مثل «سيرجيو طاكيني ،دولتشي كابانا ، روبيرطو كفالي ، لاكوست ،شانيل ،ديزل …وغيرها من الماركات الشهيرة، إذ يأتونا في الصباح الباكر يقتنون ما أعجبهم و ينصرفون قبل أن ترصدهم عيون العامة من الناس ».
============================
أجنبيات يزاحمنا الفقراء على «البال»
تشتهر النساء بكونهن اﻷكثر إقبالا و ترددا على اسواق الملابس المستعملة ، لما قد تضم اكوام «البال« بها من »حوايج سيني « قد لا تتواجد في المحلات المغربية ، وإذا البعض يرى أن اسواق الملابس المستعملة او «البال» فضاء لترويج الخردة ، ان اخرين يعتبرونه محلا تجاريا كبيرا مفتوحا على جميع الماركات العالمية . هذا عبرت عنه لمياء التي قضت حوالي 5 سنوات بفرنسا ،وهي شابة انيقة تشتغل حاليا صيدلانية ،تقول لمياء: «كنت استغرب كثيرا من جيراننا الذين يحجون الى اسواق البال كل اسبوع خاصة يوم اﻷربعاء ، الذي كان يصادف «سوق اﻷربعاء بالهراويين « قبل منعه، فأقول في نفسي كيف ﻷناس بعضهم مسؤول دولة و أخرون وازينين و ميسوري الحال أن يزاحموا تلك الشريحة الفقيرة في أسواقهم ، ﻷدرك في نهاية المطاف ، أن زوجاتهم هن من يتكلفن لهم باقتناء البذل و السراويل والقمصان ذات الجودة العالية أو لنقل الملابس الفاخرة ». بعد ذلك اصبحت لمياء تضع منديلا و نظارات و تحج بدورها الى بعض اﻷسواق لعلها تصادف البسة تناسب ذوقها ..« كنت كنتقدى من المحالات الكبار و فالتالي (تضحك) كنبان انا لي حوايجي من «البال» ، مثلا غنشري فولار ب 1500 درهم من البوتيك ، نهبط البال ناخدوا ب 5 دراهم احسن ليا ، نفس الجودة وهاني لابسة الشانيل ، مالهم غيسولوني منين شريتوا المهم هي الماركة ».
وبعيدا عن لمياء يكشف عبد الواحد ، وهو احد تجار البال بمدينة الرباط ، انه اخذ يلاحظ من خلال تنقله بين اﻷسواق ،ان «البال » لم يعد يغري الطبقة الراقية بالمغرب فحسب ، بل حتى بعض السائحات اﻷجنبيات يظهرن في مشهد «ساخر» و هن يزاحمن المغاربة على النبش في أكوام البال … «القضية ىبما متعلقة باﻷزمة العالمية لكن هاذ شي كنظن مستبعد حيث كيعزلوا البياس لي كيعرفوا ليه غير هما ..» .
و عن مصدر هذه الملابس يقول عبدالواحد : « اسبانيا هي المصدر اﻷساسي ديال البال كيجي بالضبط من مدينة مليلية و كيمشي بالتهريب للناظور ومن تم كيتوزع ثاني بالتهريب في سيارات وشاحنات خاصة على كافة المدن المغربية ، و البال فالعموم ربحة و لا دبحة ،شوف البالة واش ذهب و لا رماد ».. وقال المتحدث ان اغلب الماركات القادمة من اوربا عبر البال ، هي حقيقية ،« ماكاينش الميطاسيون ، حيث كتلقى «كرستيان ديور و الشانيل و الدولتشي و سمالطو و الديازيل و نايك و لاكوست و اديداس لوفيس مريكان ماركات من داك شي الرفيع ».
=============================
زماكرية دارت لباس من البال
من غرائب المدمنين على إقتناء الملابس المستعملة ، ان سيدة مغربية (جميلة) مقيمة بالسويد،تتردد كثيرا على المغرب لزيارة اهلها ، لكنها لا تفوت الفرصة دون الطواف على اسواق «البال » الشهيرة بالمغرب ، بحثا عن اﻷجود من الملابس …سعاد مقربة من جميلة تحكي ل “هنا24 ” كيف اصبحت هذه اﻷخيرة تجني ثروة هائلة من ملابس البال ،في رحلة عكسية لهذه الملابس القادمة تحديدا من اوربا ،حيث قالت »غالبا ما تفاجئنا جميلة بإقتنائها عشرات الملابس المستعملة ، التي لا تروق ذوقنا أو لا تتماشى وطبيعة المجتمع المغربي ،فهي تنقب عن تصاميم خاصة ، وماركات تعرف قيمتها جيدا ، وبعد عودتها من بعض اﻷسواق ،بالخي المحمدي و القريعة و درب ميلان و اناسي و البرنوصي بالدار البيضاء ، أو سوق اللويزية بالمحمدية أو.بعض اﻷسواق بالقصر الكبير او تطوان والناظور و الحسيمة ، تقوم بتفحص الملابس جيدا تخيط الممزق منها ،و تزيل «الطبايع»الصعبة من بعضعا ،قبل حملها الى المصبنة ، ثم كيها ووضعها في علب خاصة في إنتظار يوم العودة الى السويد » و قالت المتحدثة ، إن لقريبتها زبناء من نوع خاص في كل من السويد و فرنسا و بلجيكا ، يقتنون هذه الملابس على اسا أنها اوروبية ، خاصة وأنها بارعة في التوظيب والماركوتينغ ،«لبسة ديال 10 دراهم او 20 درهم كتبيعها ب 200 اورو أو مايزيد ».