مقالات و آراء

رجاء لا تطلب مني أن اصمت. إسمحلي اتنفس(3)

مصطفى سلمة واد سيدي مولود

توقفنا عند أني أصبحت سيد الشرطة!!!.. أفلا أكون عبدا شكورا.
أفلا أوقن أني حررت، و أنه صارت لي دولة، بدل المنزل الذي دمر، و شعب عوض عائلتي التي فرقت و أختاي اللتين قتلتا.
فأنشدت:
طاب المقام و طاب انشادي فعليك مني السلام يا ارض اجدادي.
و تزوجت. و بنيت بيتا محترما من ” الطوب”. أنجبت اربع ابناء. و لما صرت أبا و رأيت كيف يتعلق ابنائي بي. و كيف أحن إليهم. تذكرت أنه كان لي أب!!! و أنه منذ ثلاثين سنة يتحرق شوقا لاحتضاني.
والدي؟.. والدي؟. أين والدي؟. والدي في فم سبع. لكنه يبقى والدي، و علي ان أجازف لرؤيته، إن لم تكن حاجة لي فهي حتما أكبر أمنياته، فلا يدري متى يطبق السبع فكيه، و لا يرى فلذات اكباده ثانية.
غامرت و ذهبت لزيارة والدي، و لن احدثكم عن شعوري عندما ولجت معبر الكركرات في ربيع 2010، لقد إعترتني قشعريرة من رأسي حتى أخمص قدمي، لما وطات قدماي ارض الغابة المظلمة حيث يسيطر الوحش الذي كنا نسمع عنه منذ الصغر.
المسافة من الكركرات الى مدينة السمارة ليست قصيرة، لكنني لم أشعر بطولها، لأن فكري و كل جوارحي كانت مشغولة، ففي أي لحظة قد يقفز وحش من النافذة فيقتلعنا من السيارة، أو تأخذنا عاصفة، أو يسقط علينا كسفا من السماء. و لم انتبه حتى لاحت أمامي إشارة مرورية مكتوب عليها السمارة 7 كلم.
لم أصدق نفسي.. وصلت أخيرا.. أخيرا، بعد 31 سنة من الفرقة، التقي والدي سالما معافى، و في منزل أكبر من منزلنا القديم، مؤثث تأثيثا جيدا. و كان علي أن أحتضنه و ألمسه، لأتأكد أني لست في حلم.
لا تقل أني أبالغ، فوالدي يسكن في مدينة السمارة التي يسيطر عليها الوحش. و لا يعقل أن أجده حيا و أحرى أن يكون حاله أفضل مني. أم أنك نسيت؟. .لا تجعلني أشعر أن كل ما علمتني إياه عن الوحش الذي يحتل مدينتنا و يأسر أهلنا كان كله كذب.
الآن سأجاريك و أصمت. لادعك تجيب هل السمارة يسيطر عليها الوحش. ام انك كنت تكذب؟.
و للقصية بقية…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock