سياسة

الإتحاد القوي

متابعة رشيد ابوياسين :

اذ اردت ان تعرف قوة الاتحاد الاشتراكي السياسية و قدرته على الاقتراح و الاستشراف السياسي الجاد و الرصين ، فما عليك الا متابعة ما يقع داخل المجال السياسي المغربي ، وكيف حولت معظم الأحزاب المجال السياسي الى مجال للمضاربة و المزيادة السياسوية الضيقة ، و كيف افرغت السياسة من مضمونها و حولتها الى قفف رمضانية تتقاذفها الطموحات الانتخابية ، فبدل انتاج الخطاب السياسي و مناقشة الافكار و البرامج السياسية التي من المفروض ان تؤطر النقاش السياسي خلال مرحلة الانتخابات ، نشاهد اليوم كيف تجتمع أحزاب الأغلبية و المعارضة لاصدار البلاغات و البلاغات المضادة فيما يخص موضوع اقل ما يقال عنه انه تبخيس و طعن حقيقي للمارسة السياسية بالبلاد ، بل الاكثر من هذا شاهدنا كيف أن رئيس الحكومة، يترك كل هموم البلاد ومشاكلها ،و يستدعي أحزاب بعينها لنقاش القفف الرمضانية ،في محاولة للتغطية على فشله و فشل حزبه في قيادة الحكومة ، و لجعل موضوع القفف الاساس لتأطير الانتخابات و افراغها من كل ما تحمله من معنى و رهانات مصيرية تتطلع اليها البلاد.

وحده الاتحاد الاشتراكي و منذ سنة تقريبا ، من اختار ان يجعل من لقاء مجلسه الوطني مناسبة ، لابراز توجهه الانتخابي المبني على فكرة أساسية تنطلق من فكره وقناعاته ، و جعلها الأساس المتين لتأطير معركته الانتخابية ، و لتوضيح أفقه السياسي الذي سيحدد تحالفاته و تموقعاته سواء خلال الانتخابات او بعدها ، فالاتحاد الاشتراكي اليوم يخوض الانتخابات بشعار التناوب الاجتماعي الجديد ، معلنا بذلك رؤيته للمرحلة المقبلة .

الأحزاب السياسية مطالبة اليوم بتأطير النقاش السياسي قبل الانتخابات و اعلان مواقفها و تصوراتها ، و عدم الانسياق وراء ما يسمى بالدارجة ” على من نلوح السبة” ، فالمغاربة اليوم قادرون على التمييز بين الصالح و الطالح ، و من يريد خدمتهم و من يريد ان ينهبهم ، فلا القفف الاحسانية و لا استغلال الدين ، سيمكن أصحابه من كسر وعي المغاربة ، فما يحتاجه المغاربة اليوم هو التصورات و البرامج و الأمل في الغد الافضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock