مجتمع

لقاء « الذاكرة و العرفان » تخليدا لروح الأستاذ محمد المهدي لوكس « MICHEL

متابعة بوبكر المكييل

بتنسيق مع العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان وبلدية بويزكارن نظمت فعاليات مدنية ومنتخبة بمدينة بويزكارن، ، الأحد 3 يوليوز 2022 ، لقاء الذاكرة والعرفان تخليدا لراحل محمد المهدي لوكس، باعتباره أحد أعمدة التعليم ببويزكارن والجنوب المغربي خلال ستينيات القرن الماضي.

وعرف هذا اللقاء مشاركة رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني ومحمد الضور والعربي اقسام، باعتبارهم من تلاميذة المحتفى به ذي الأصول الفرنسية، بحضور والي جهة كلميم وادنون ورئيسة الجهة ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وعدة شخصيات سياسية وأكاديمية وجمعوية.
وتخللت اللقاء كلمات وشهادات استحضر خلالها المتدخلون المسار الزاخر الذي ميز الأستاذ لوكس طيلة حياته وبصم فيه على عطاء وفير على مستوى التربية والتعليم، والذي لم تمنعه أصوله الفرنسية من لعب دور فعال من موقعه كأستاذ ساهم بشكل كبير في تدريس أبناء الجنوب المغربي عبر محطات متفرقة.


والراحيل من مواليد 1927 بمدينة ميس الفرنسية على الحدود الألمانية، وتربى وترعرع في المدارس الكاثوليكية . وخلال الحرب العالمية الثانية لما اجتاحت الجيوش الألمانية شمال فرنسا، هاجر رفقة أبيه إلى مدينة تور، حيث استكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريا، ثم عزم على دراسة الحقوق، لكن ظروف الحرب دفعت به إلى الالتحاق بالمدرسة الحربية.


ومنذ سنة 1945 بدأ لوكس الاطلاع على كتب تنتقد العالم المعاصر والمدنية الغربية، فبدأ البحث في الثقافات الشرقية، وتحركت داخله مشاعر تجاه الإسلام فاطلع على التصوف الإسلامي، وخاصة الطريقة العلوية الصوفية المنتشرة بشمال إفريقيا وأوربا. وفي أواخر أربعينيات القرن العشرين التحق لوكس بالخدمة بالمغرب حيث قضى بمدينة فاس سنتين تعرف خلالها على المجتمع المغربي وتعلم مبادئ اللغة العربية، قبل أن يعود مرة أخرى إلى فرنسا ويلتحق بالجبهة الحربية بالهند الصينية التي قضى بها سنتين.


وفي سنة 1951 عاد لوكس إلى فرنسا واعتنق الإسلام عن طريق الزاوية العلوية التي كان يتردد عليها، ومكث بفرنسا حتى سنة 1954 ليعود إلى المغرب مرة ثانية وينخرط في سلك التدريس. وقد تنقل بين عدة مدن، حيث قضى بمدينة أرفود سنة، وبمدينة مولاي إدريس زرهون ثلاث سنوات، وبمدينة بويزكارن تسع سنوات (ما بين 1959 و1967).
ودرس الضابط الاحتياطي لوكس بعد إسلامه مادة الاجتماعيات بإعدادية محمد الشيخ ببويزكارن. وبالموازاة مع التدريس تولى إدارة الإعدادية ما بين سنة 1962 و1967، وكانت له علاقة حسنة مع الساكنة، وقد كان عطوفا وصارما تتلمذ على يده الكثير من أبناء الجنوب


وفي سنة 1965 حج ميشيل لوكس، الذي صار اسمه محمد المهدي، بيت الله الحرام، وبعد سنة 1967 انتقل إلى مدينة إنزكان واستقر بالمزار بضواحي آيت ملول. ومنذ إحداث كلية الشريعة بآيت ملول تولى تدريس اللغة الفرنسية فيها للطلبة، وقد تم تكريمه سنة 2010 بمهرجان بويزكارن السنوي. وللراحل محمد المهدي لوكس مؤلف مخطوط حول محطات من حياته وتجاربه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock