مقالات و آراء

مسار الأحزاب المغربية من مقاومة الاستعمار إلى حرب الزعامات (ح1)

بقلم: سمير الضويوي

لا يغري الجانب المظلم من مسار الأحزاب السياسية المغربية بالمجازفة، فمساحة الظل لا تمنح حتى الادعاء -تجاوزا- الإلمام بشروط تأسيسها رغم المعلومات التي وفرتها بعظ الأقلام التي عايشت أو ساهمت في تشكيل جزء من هوياتها تبقى ناقصة بسبب النرجسية التي طبعت معظم هذه المذكرات.فالأمانة التاريخية تقتضي قراءة نقدية لمجمل الظروف الموضوعية والذاتية التي أدت إلى بروز هذه التشكيلات الحزبية بعيدا عن التأثر الانطباعي والعاطفي وبتجرد صادق. فعند قراءة المشروع السياسي لمحمد عبد الكريم الخطابي نسطضدم بوجهين متنافرين الأول تكسوه هالة من التقديس والتقدير مستوحاة من ملحمة انوال التي حسمت التواجد الاستعماري الاسباني بمنطقة الريف ولو مؤقتا في ظرف اسبوعين من 17 يوليوز إلى 9 غشت 1921، والوجه الآخر كان يحمل الدهاء السياسي بمشروع لم يدم بدوام صاحبه على الاقل، إذ تم إجهاضه تلقائيا مع استسلام محمد عبد الكريم الخطابي للقوات الفرنسية يوم 26 ماي 1926، وذلك نتاج أخطاء سياسية مدمرة لم تكن بأي حال من الأحوال لتبخس تاريخ الرجل الذي ألهم ثوار العالم، لأن النفيس يبقى نفيسا حيثما كان بتعبير ابو الطيب المتنبي، غير أن مرحلة جديدة ستساهم في بروز أول تنظيم حزبي تحت اسم “كتلة العمل ااوطني” بعد صدور قانون إلحاق المغرب بوزارة المستعمرات عام 1934 ، دفعت الحزب بزعامة علال الفاسي، محمد بلحسن الوزاني و أحمد بلافريج، إلى صياغة برنامج إصلاحات أهمها احترام بنود معاهدة فاس للحماية، واللافت ان برنامج الحزب الموجه إلى الإقامة العامة، الحكومة الفرنسية والسلطان المغربي لم يسجل أي اعتراض على نظام الحماية، لكن سرعان ما سيتم حل الحزب بسبب الخلاف حول الزعامة عام 1937، سنة واحدة بعد مؤتمره الأول، حيث سيؤسس محمد بلحسن الوزاني حزب “الحركة القومية” فيما قام علال الفاسي بتغيير اسم “كتلة العمل الوطني” إلى “الحركة الوطنية لتحقيق المطالب”. ومع ان الحزبين الجديدين لم يكن بينهما اي تنسيق إلا أنهما يلتقيان عند الأهداف والمواقف الشيء الذي دفع سلطات الحماية إلى شن حملات اعتقالات في صفوف الحزبين بسبب الامتداد الشعبي الذي شكلت مواجاهته للاستعمار تاخد ابعادا جدية……
( يتبع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock