كن أنت كي تربح العالم كله.
بقلم الدكتور :سدي علي ماءالعينين أكادير.ماي،2023 الجزء الاول من أربعة أجزاء .
لا يمكن ان تقنعني الا بالممارسة، أما القول غير المقرون بالفعل فتظليل وتدليس .
كي تكون ماتدعي او تزعم ،لابد أن تعيش الصفاء مع نفسك ومع ربك.
وساعتها ستجد الصفاء يتجسد عفويا في علاقاتك مع محيطك .
مؤلم ان تقبل(بضم التاء) على الحياة، او على أمر لك فيه غاية ، او شخص مال له قلبك فيدير وجهه عنك ،
كي تعيش تلك الحياة ،و تدبر ذلك الأمر ،وتتعايش مع ذلك الشخص ،عليك ان تضبط إيقاع إقبالك و حجم خطواتك ومعنى كلماتك…
لا تبحث عن معنى نفسك في عيون الناس، بل في نبضات قلبك،ولا تبحث عن القبول في تصفيقات الناس، بل في رضاك عن نفسك.
قد تفقد يوم عمل ،لكن اليوم يحسب لك وعليك.
وقد تفقد شخصا لسبب ما (موتا او خلافا او خصاما او حتى سفرا او انكارا لك ولوجودك،) ،
فلا تجاحد بالنسيان ، او إستجداء القرب، لأن كل من رحل عنك فماضيه هو جزء منك،
ومستقبله لم يعد لك فيه مكان ،فلا تبحث له عن مكان في مستقبلك.
ان الناس كالصلاة تصليها بخشوع، لكنك لا تعرف هل وصلت او قبلت، فلا تصلي بمنطق الحساب والجزاء،
وكذلك الناس، تعاملهم ولا تدري اهم مدركون ومقدرون لعملك وتعاملك ام لا،
فلا تعامل الناس بمنطق الربح والخسارة كما الحال في التجارة.
بينك وبين خالقك ،لا تحسبها بمعادلة العرض والطلب،و لا بالعمل واجرة العمل،
احتسبها بمعامل الرضى عن النفس و حب ما انت فيه وما انت مقبل عليه:
– المسجد والكنيسة والدير والمعبد مجرد فضاءات لتصريف تعبدك وخشوعك،
– العمل والأسرة والشارع وكل المؤسسات هي مجرد فضاءات للمعاملات ولتصريف كنه شخصيتك وقناعاتك،
فلا تهتم بالفضاءات، ولا تهتم بالكائنات، اهتم بروحك في صفاءها، وبربك في تجلياته،وبنفسك في تقلباتها،
قد تسقط في عيون الناس وانت لازلت واقفا، لكنك حين تسقط فعلا ،فأنت اول من ستسقط في عيونه!
فإحذر أن تسقط في عيونك ،لأنك ستفقد الرضى عن نفسك، ولن يجديك رضى الناس عنك.
انت خليقة الله لم تخلق لترضي خلائق الله ولكن لترضى عن نفسك حين تحس برضى الله.
تعلم الجلوس على الصخور قبالة البحر او في الوديان، و سترى حجم قوة الصخور التي تنحتها أمواج البحار من الأزل، وقوة حجر الوديان مهما تلاعبت به سيول الوديان كلما زادته لمعانا وبريقا من مكان الى مكان.
فهل تعتبرون ؟