مقالات و آراء

بيغاسوس جعجعة في انتظار الطحين

محمد الهروالي/ منسق الاتحاد المغربي للحقوق والحريات )

لا يكاد المغرب يسجل هدفا في مرمى الدبلوماسية الدولية إلا و يحتج جمهور لم نكن نسمع لهم وقرا ربما من أيام العشرين فبراير التي كانت مجدا لن يعود بعد أن اخلف داعموهم في الشارع من الاخوان الوعد و لم يتركوا لهم غير الفتات فمنهم من اعتكف في المقرات المغلقة اصلا و لم يتبق له غير اصدار البيانات تارة أو المعارضة الافتراضية تارة أخرى و منهم من استقر بالخارج سواء بصفة رسمية أو تحت غطاء اللجوء ، غير أنه على ما يبدو فالغصّة لم تغادر حلقهم و لم يتوقفوا عن ترديد شعار الحلقة فلم يتركوا نقيصة في البلد الا اسهبوا في ذكرها مرددين ما لم يقله مالك في الخمر ليس من باب النقد طبعا فهذا أمر محمود و رحم الله عبدا اهدى إلي عيوبي، و لكن من باب أن لا أحد غيرنا ينير و أن كل من يصطف في صفوفنا فمستقبله اسود و اننا وحدنا حملة مشعل التنوير و الديمقراطية، مع العلم انهم يكفي ان تخالفهم الرأي حتى ينهلوا من قاموس الشتائم و الرذائل و التهم ما يكفي لكتابة قاموس خاص بهم و بهم وحدهم يرمون به كل من تجرأ و طرح سؤالا و لو مجرد سؤال ، غير أنه و على ما يبدو ان القومة الأخيرة و التي أظهرت أن النظام أو المخزن كما يحلوا لهم تسميته ليس مجرد حائط سيسقط قريبا و يصلون إلى السلط التي طالما منوا بها الأنفس و ظنوها قاب قوسين أو أدنى ذات خريف زائل ، و اكتشفوا أنه ليس مجرد نمر من ورق بل نمر له مخالب و انياب على حد تعبير الشهيدة المنبهي ، ما اربك حساباتهم خصوصا أمام قيادات الصف الثاني أو التالث الذين لم يستفيدوا من النضال غير مجرد اظرفة أو امتيازات صغيرة و احلام بمجد لم و لن يأتي ، لتبدأ المرحلة الثانية فما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال و المعاهد، و السفارات يجب ان تعلم انهم مؤثرون حاضرون و منابع الدعم لا يجب ان تجف و أول التأثير الذي لا أثر له في الشارع و لا يستطيعون ان يجمعوا حفنة في الشارع دون دعم الاخوان و لا ان ينتزعوا مقعدا بئيسا في جماعة نائية حيث لا أحد يعرفهم غير سكان المركز و الفئة التي تتابع وسائل الإعلام الخارجية فما كان الا لعب اللعبة التي يتقوننها مع ادواتهم الخارجية لتصوير المغرب غابة كبيرة، و لتأكيد الحماية للعشيرة فيختلط ملف الصحافي بالحقوقي بمعتقل الحق العام مع أن لا أحد نشر المحاضر أو قرارات الإحالة أو التعليلات رغم رفع السرية ، و لتظهر فئة بعينها تدافع في ملفات بعينها و لا نسمع لها صوتا في ملفات تتعلق فعلا بالرأي ، أو حتى في ملفات العشيرة من الصف الثاني ، و بعد أن تأكد أن القضاء مستقل و لا يتأثر بتهديداتهم و لا بياناتهم و صدرت الاحكام، و كما نقول ما يدوم في القبر غير مولاه و المغرر بهم وحدهم و ذويهم من سيواجهون السجن و تبعاته ، و بحكم ان ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال فالمغرب أو المخزن كما يحلو لهم تسميته و بمجرد معاملته لغريمه التقليدي بالمثل حتى جن جنونهم فلاهم اصبحوا قادرين ان يقنعوا اتباعهم و مريديهم بقرب القومة و أن الضعف دب في الاوصال و لا بانبطحاتيه أمام ما كانوا يصورونه لهم دول عظمى قادرة على حمايتهم و لربما التدخل من أجلهم و هي التي أصبحت عاجزة حتى عن حماية مصالحها، ذات المصالح التي كان من المفروض انهم يتقاضون دعما تحت تغطيات عدة لحمايتها، و بعد أن لم تعد السخرية من دخول المغرب نادي الكبار ديبلوماسيا تجدي بل صار عامة المواطنين يسخرون من مواقفهم ، ظهرت آخر تقليعاتهم و صيحاتهم في المواجهة الغير شريفة و استعملوا كل ما أتوا من قدرة على الإبداع و علاقات خارجية لنشر قائمة بأسماء يدعون أن اصحابها مراقبين بهذا البرنامج الاسرائيلي و اختيار جنسية البرنامج ليس عبثا فهناك برامج إيطالية و روسية و هندية و امريكية القائمة التي ادعوا أنها من خمسين ألف اسم لم ينشروا منها غير النزر اليسير و كأن المتبقين ليس من حقهم أن يعرفوا أو أنّ النشر كان انتقائيا و لهم سلطة اختيار من من حقه أن يعرف و من لا، هذا إن كانت هناك فعلا قائمة .

و كالعادة بدأ التباكي و التشاكي و خطاب المظلومية و من غرائب الحملة الاعلامية في مواجهة الوحش بيغاسوس السؤال الذي حير منظري الصحافة و الإعلام في ربوع العالم و لم يسمع له نظيرا عبر التاريخ ، على المغرب ان يتبث أنه لا يستعمل البرنامج البعبع مع العلم ان القاعدة منذ الأزل أن البينة على من ادعى بل سريالية الحملة ظهرت منذ بدايتها عندما أكد العديد من الذين ذكروا في القائمة أن لا أحد اتصل بهم و لا طلب منهم إجراء خبرة على هاتفهم و في قمة العبث حذفت أسماء دون تعليل و لم تظهر باقي الألوف المؤلفة من الأسماء إذ يبدو ان منظر الحملة الذي لم يقم باي تحديث لعقليته التقليدية القديمة المتهالكة قدم تفكيره الذي لم يساير تطور العالم و ربما لا زال لم يصله نبأ سقوط جدار برلين ، يظهر أنه ظن أنه بمجرد أن يجد بعضهم اسمه في القائمة منشورة بمنابر يظنها مرموقة حتى يسارع بالتشاكي و التباكي و ينظم لقافلته الا أنه صدم بالردود ما ينذر بفشل حملته منذ بدايتها فلم تظهر المزيد من الأسماء، عدم مواكبة منظري الحملة لتسارع الاحداث و تطورها و تغير الاقطاب و التوازنات جعلهم يظنون بأن منابرهم محمية و لا علم لهم بسقوط الحماية في القرن الماضي و صاروا يتحدون و يتعالون مؤكدين متأكدين أنها بعيدة عن المتابعة غير أنه بدى جليّا بانهم تفاجئوا بالقرار الاخير للدولة المغربية ببدأ إجراءات التقاضي في مواجهة الناشرين كي يأتو ببرهانهم إن كانوا صادقين ، من مزايا حملة بيغاسوس و التي تعني حصان طراودة أنها فعلا اسم على مسمى و أن الحصان كشف الخلايا الغير نائمة داخليا و خارجيا التي تنتهز الفرص لضرب المصالح الوطنية و كانت جعجعته طحينا لاحلامهم و نهاية لمعارضتهم الغير المشروعة و هو ما ستكشف عنه باقي الايام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock