مقالات و آراء

محمد صالح التامك مناضل من أجل أنسنة السجون

 

بقلم : سمير الضويوي

حماس محمد صالح التامك وهو يعرض الجهود المبذولة لتحسين أوضاع السجن والسجناء بالمغرب بدا منخفضا قياسا بانزعاجه وهو يقدم أرقاما مفزعة امام لجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان بمجلس المستشارين مما دفعه للتساؤل ” هل سأصعد من موقفي وأرفض استقبال السجناء سواء المعتقلين في إطار الاعتقال الاحتياطي، أو المدانين بسبب ضعف الميزانية، حينها سنرى ماذا سيقع، وكيف ستتصرف المحاكم والحكومة بوجود سجناء في الشارع ؟” فخيبة الأمل هاته فرضتها إكراهات متعددة سببها الرئيسي حجم الميزانية المخصصة لإدارته حيث لا تكفي لتفعيل استراتيجية التسيير والاستثمار بالنظر لأعداد النزلاء المهول وتطوير الأداء الجيد للموظفين، فرغم الدعم الذي أبداه مجلسي النواب بكل أطيافه لم تهتم له الحكومة بكل أعضائها مما جعله يصف قطاع السجون ب”اليتيم حيث لا وزير في الحكومة يريد الدفاع عنه” على اعتبار انه لم يعد يشكل الأولوية لديها، ف 100 الف نزيل بسجون المملكة والتي اعتُبِرَتْ الأعلى مقارنة بدول الجوار لا يمكن تدبيرها ب 160 مليون و700 الف درهم . فغضبة التامك تبررها أيضا وضعية الموارد البشرية بالنظر للإمكانات اللوجيستية والمالية الغير كافية، وكذلك للترسانة القانونية التي تعتمد الردع الحارم للحرية وبالتالي ارتفاع الاكتظاظ داخل المؤسسات السجنية في إطار الاعتقال الاحتياطي الذي وصل لحوالي 42% من مجموع النزلاء، وهو الوضع الذي قد يترتب عنه عدم موافقته للمعايير الدولية في التغدية والصحة وكذا تأمين النزلاء فيما بينهم ، فالمطلوب إقرار قوانين جنائية تستجيب للمنضومة الحقوقية، وتنهي الاعتقالي الاحتياطي بعقوبات بديلة، فالرهان الأسمى للتامك هو أنسنة ظروف نزلاء السجون ومساعدتهم على الإدماج بعد قضاء العقوبات السجنية من جهة وتحسين مستوى التحفيزات لموظفي السجون الذي يرى السجان الأول بالمملكة انها لا ترقى لحجم المهام التي يؤدونها وطبيعة المخاطر التي تهددها، فالرجل يرغب على الأقل مماثلة موظفيه بباقي القطاعات الأمنية، بإقرار تعويضات تلائم صعوبات الوظائف الموكولة إليهم والتي تصل في بعظ الأحيان التهديد بالقتل.
محمد صالح التامك المناضل الذي رفع صوته في كل الاتجاهات وأمام كل المتدخلين المعنيين بوضعية السجون بالمغرب يؤكد انه سيضل يناضل من أجل أنسنة السجون المغربية وهو الذي خبر الاعتقال السياسي زمن الرصاص، ضمن مجموعة سيدي سعيد بمكناس،الرجل الوحدوي المزداد سنة 1953 بأسا الزاك والحاصل على الدكتوراه حول تحليل الخطاب، شغل عدة مناصب سياسية ودبلوماسية قبل أن يتم تعيينه مندوبا عاما لادارة السجون وإعادة الإدماج شتاء 2013 خلفا لحفيظ بنهاشم المُعْفى من مهتمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock